“قسد” تنفي رواية الداخلية بشأن تفجير مار إلياس: لا صلة لمخيم الهول بالانتحاريين

نفت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صحة الرواية التي أوردتها وزارة الداخلية السورية حول أن الانتحاريين اللذين نفذا تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، قدموا من مخيم الهول شمال شرقي سوريا.
وقالت “قسد” في بيان صدر أمس الأربعاء، إن ادعاءات وزارة الداخلية بأن المهاجمين تسللوا من المخيم عبر البادية السورية، وهما من جنسية غير سورية، “لا تستند إلى أي وقائع حقيقية”.

وأكدت أن الأجهزة المختصة في المخيم دققت في السجلات، ولم تسجّل أي خروج لغير السوريين، وأن جميع المغادرين كانوا عبر تنسيق رسمي مع الحكومة، أو وفق ترتيبات مع الجانب العراقي.
وأضافت “قسد” أن مخيم الهول يضم عائلات مرتبطة بعناصر تنظيم “داعش”، ومعظمهم من النساء والأطفال، ولا يُستخدم كقاعدة لتحركات “إرهابيين أجانب” كما ورد في التصريحات السورية الرسمية.
ودعت في ختام بيانها الحكومة السورية إلى فتح تحقيقات “شفافة ودقيقة” ونشر نتائجها للرأي العام منعاً لتكرار مثل هذه الهجمات، ورفضاً لما وصفته بـ”التضليل الإعلامي”.

تبنّي الهجوم

وفي تطور لافت، أعلن تنظيم “سرايا أنصار السنة”، فجر الثلاثاء، تبنيه للهجوم الذي استهدف الكنيسة خلال قداس الأحد الماضي، والذي أسفر عن استشهاد 25 شخصاً وإصابة 63 آخرين، وفقاً لبيانات رسمية سورية.
وقال التنظيم في بيان نشره عبر معرفاته الإلكترونية، إن منفّذ العملية يُدعى “محمد زين العابدين أبو عثمان”، مشيراً إلى أن الهجوم جاء “رداً على استفزازات طالت الدعوة وأتباع الملة”حسب تعبيره.
يُذكر أن هذا الإعلان يعزز من الغموض والتضارب المحيط بمصدر التفجير، إذ يأتي بعد تبني رسمي من قبل وزارة الداخلية السورية لرواية تشير إلى ارتباط المنفذين بتنظيم “داعش” وانتقالهم من مخيم الهول، وهو ما تنفيه “قسد” بشكل قاطع.
وتفرض القوات الأمنية السورية منذ التفجير طوقاً مشدداً حول الكنيسة ومناطق ذات طابع مسيحي في العاصمة دمشق، وسط استمرار التحقيقات وحملات دهم استهدفت خلايا يشتبه بارتباطها بالحادثة.

يذكر أن مخيم الهول، يضم نحو 40 ألف شخص من عائلات مقاتلي تنظيم “داعش”، غالبيتهم من السوريين، إلى جانب جنسيات أجنبية.

وكانت “قسد” قد أعلنت، في 26 أيار الماضي، عن التوصل إلى آلية مشتركة مع الحكومة السورية الانتقالية لإخراج العائلات السورية من المخيم وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية، بالتوازي مع اتفاقات مستمرة لترحيل عائلات عراقية إلى بلادها.

اقرأ أيضاً: شهداء وجرحى جراء تفجير انتحاري في كنيسة مار إلياس بدمشق

اقرأ أيضاً: تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق: فشل أمني أم مقدّمة لصدع التعايش؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب