ظهرت مؤخرًا في قلب تل أبيب والقدس لوحات إعلانية ضخمة تضم صور عدد من قادة المنطقة، يتوسطهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتحت شعار بارز: “التحالف الإبراهيمي: لقد حان وقت شرق أوسط جديد”. والمفاجأة أن هذه اللوحات ضمّت أيضًا صورة الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، إلى جانب قادة من السعودية، الإمارات، الأردن، مصر، البحرين، المغرب، فلسطين، سلطنة عمان ولبنان.
الحملة التي تقف خلفها منظمة إسرائيلية مدنية تُعرف باسم “التحالف من أجل الأمن الإقليمي” ليست رسمية، لكنها تندرج في سياق دعائي أوسع يروّج منذ سنوات لرؤية تطبيعية شاملة، تُقارب التحديات الأمنية في المنطقة – وعلى رأسها إيران – من بوابة تحالفات سياسية واقتصادية جديدة تضم إسرائيل ودولًا عربية، وحتى دولًا كان يُفترض أنها في خانة “الخصوم”.
ورغم أن الحملة ليست صادرة عن جهة حكومية، إلا أن توقيتها – بعد انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية ورفع القيود الأمنية في وسط إسرائيل – وموقعها في أبرز شوارع تل أبيب، يمنحها بُعدًا رمزيًا يستحق التوقف عنده. فالصورة ليست فقط مجرد إعلان، بل تمثيل مرئي لتوجه سياسي يتجاوز حدود التمنيات.
ووفق تقرير نشرته شبكة “NewsNation” الأميركية، فإن وجود صورة الشرع في هذا السياق يعبّر عن “تصوّر ناشئ لدى بعض الأوساط الإسرائيلية بأن دمشق ما بعد الحرب قد تكون قابلة للدمج في الترتيبات الإقليمية الجديدة”. صورة الرئيس السوري وضعت في أقصى يسار اللوحة بجوار الملك الأردني، كإشارة ضمنية إلى “موقع مراقب أو محتمل”، لا كفاعل رئيسي، وهو ما قد يعكس حالًا من الترقب أو جس النبض.
وتقول المنظمة القائمة على الحملة إن الرسالة موجهة للرأي العام الإسرائيلي أولًا، قبل أن تُوجّه لصانعي القرار، في محاولة لتعويد الجمهور على رؤية قادة “أعداء الأمس” كشركاء محتملين.
غير أن هذا النوع من الخطابات، حتى وإن بدا سلميًا في ظاهره، يثير تساؤلات عميقة في المنطقة، خصوصًا في ظل غياب أي موقف سوري رسمي من هذه الحملة، ووسط صمت لافت من العواصم العربية التي ظهرت صور قادتها إلى جانب صورة الرئيس السوري.