الأمم المتحدة: قلق بالغ من اختطاف وعنف ممنهج ضد نساء علويات في سوريا
لم تكد تمرّ 24 ساعة على نفي لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري تلقي أي بلاغات حول خطف نساء علويات، حتى جاء تقرير خبراء الأمم المتحدة ليؤكد وقوع 38 حالة اختطاف لفتيات ونساء من الطائفة العلوية في عدة محافظات سورية.
أعرب خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء تقارير تفيد بوقوع انتهاكات ممنهجة بحق نساء وفتيات في سوريا، خاصة من الطائفة العلوية، تشمل الاختفاء القسري، الاختطاف، والعنف القائم على النوع الاجتماعي منذ فبراير/شباط 2025.
إقرأ أيضاً: حصريا لـ DW: خطف وابتزاز ـ قصص مأساوية لنساء علويات في سوريا
اختطاف عشرات النساء والفتيات العلويات في وضح النهار
ووفقًا للتقارير التي تلقاها الخبراء، تم اختطاف 38 امرأة وفتاة علوية تتراوح أعمارهن بين 3 و40 عامًا من محافظات سورية عدة، من بينها اللاذقية، طرطوس، حماة، حمص، دمشق وحلب، خلال الفترة من مارس/آذار حتى يوليو 2025.
حدثت معظم حالات الاختطاف في وضح النهار، حيث تم استهداف الضحايا أثناء ذهابهن إلى المدارس أو أثناء زيارات عائلية أو حتى من داخل منازلهن. وتلقت عائلات بعض الضحايا تهديدات مباشرة لمنعها من متابعة القضية أو التحدث عنها علنًا.
إقرأ أيضاً: رويترز: نساء علويات يُختطفن من شوارع سوريا
زواج قسري واعتداء جسدي وتهديدات بالقتل
أكد الخبراء الأمميون أن النمط المتكرر لهذه الانتهاكات، والذي يتضمن الزواج القسري للقاصرات، والاعتداءات الجسدية، والتخدير أثناء الاحتجاز، والتهديد بالعنف، يشير إلى وجود حملة ممنهجة تستهدف النساء والفتيات العلويات على أساس هويتهن الدينية والنوعية.
وأشار الخبراء إلى أن غياب آليات إبلاغ آمنة تراعي حساسية النوع الاجتماعي يصعّب توثيق حالات العنف الجنسي المحتملة، لكن لا يمكن استبعاد حدوثها، بحسب وصفهم.
فشل الحكومة السورية المؤقتة في الاستجابة
انتقد الخبراء ما وصفوه بتقاعس الحكومة السورية المؤقتة في الاستجابة لهذه الانتهاكات، مؤكدين أنها فشلت في إجراء تحقيقات فورية ومحايدة، بل وتجاهلت بعض الشكاوى. كما أشاروا إلى تورط عناصر أمنية أو أفراد على صلة بمؤسسات حكومية مؤقتة في بعض الحوادث.
وقال الخبراء: “إن هذا الفشل الرسمي في التحقيق والمحاسبة لا يؤدي فقط إلى تعميق معاناة الضحايا، بل يعزز أيضًا مناخ الإفلات من العقاب”.
وأكد الخبراء أن هذه الحالات تعكس نمطًا أوسع من العنف ضد نساء وفتيات من جماعات مختلفة في سوريا، وهو نمط يتفاقم بسبب انعدام الأمن، والتفكك الاجتماعي، وتآكل مؤسسات سيادة القانون.
إقرأ أيضاً: صحيفة لوفيغارو الفرنسية: اختطاف وتزويج قسري لفتيات علويات في سوريا وسط تواطؤ وصمت رسمي
دعوات لتحقيق شامل وتوفير الحماية
طالب الخبراء الحكومة المؤقتة بـ:
فتح تحقيقات فورية وشاملة ومستقلة في جميع حالات الاختفاء والاختطاف.
محاسبة المسؤولين وتقديم الجناة إلى العدالة.
إنشاء قنوات إبلاغ آمنة وحساسة تراعي النوع الاجتماعي.
توفير الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات.
تعيين محققات نساء.
ازدياد الهجمات على الأقليات في سوريا
حذّر الخبراء من تصاعد استهداف الأقليات في سوريا، مستشهدين بحادثة السويداء الأخيرة التي شهدت مقتل عشرات المدنيين من الطائفة الدرزية، بينهم امرأتان وطفلان، على يد مسلحين مجهولين.
وقال الخبراء: “جميع النساء والفتيات، بمن فيهن المنتميات إلى أقليات دينية وعرقية، لهن الحق في العيش بأمان وكرامة. ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتهن من العنف والانتهاكات”.
وأكد الخبراء أنهم في تواصل مستمر مع الحكومة السورية المؤقتة بشأن هذه التطورات الخطيرة.
إقرأ أيضاً: لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري: 1426 قتيلاً و265 مشتبهاً بارتكاب انتهاكات جسيمة