“مفاتيح الشمال” بيد حزب الله.. نيران المقاومة البعيدة تقطّع الكيان إلى مربعات أمنية

داما بوست- خاص

دخل حزب الله معادلة الشمال العسكرية من أبوابها الواسعة، وباتت مفاتيح الشمال بيده والنيران تغطي كامل الكيان في أيام لم يألفها ويعيشها الاحتلال منذ عقود خلت، مع تآكل واضح في قوة الردع والجاهزية العسكرية الصهيونية، فحزب الله بات يستهدف مستوطنات جديدة لم يتم إخلاؤها بعد، ضمن سلوك الدفاع المشروع عن النفس ومعادلة جديدة تقتضي الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في لبنان، موسعاً بذلك الحزام الأمني شمالي فلسطين المحتلة.

ويبدو أن كيان الاحتلال في طريقه لجعل كامل الكيان مربعات أمنية محصنة، فحزب الله هاجم، 16 مرة في الأسبوع الأخير مستوطنات لم يتم إخلاؤها، وتقع على بعد أكثر من 5 كيلومترات من الحدود، وقد واجه الإسرائيليون في 8 مستوطنات في وادي الحولة، وضعاً غير عادي بالبقاء بالقرب من الأماكن المحصنة.

حزب الله اليوم يفرض معادلة جديدة تقول إذا استمر استهداف المدنيين في لبنان، فإن الحزب سيهاجم مستوطنات جديدة لم يهاجمها حتى الآن، وحصل بين 16 تموزالجاري، أي قبل يوم من تهديد المقاومة للكيان، و22 من الشهر نفسه أن هاجم حزب الله مستوطنات تبعد أكثر من 5 كيلومترات عن الحدود 16 مرة، 11 من الهجمات استهدفت مستوطنات لم يتم إخلاؤها، و5 منها طالت قواعد عسكرية صهيونية.

حزب الله أيضاً أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة “تسوريئيل”، التي لم يتم إخلاؤها وتبعد حوالي 7 كيلومترات عن الحدود مع لبنان، وحقق إصابات في صفوف الإسرائيليين وألحق أضراراً جسيمة مادية بالمستوطنة الصهيونية.

المقاومة في لبنان توسع من دائرة استهدافاتها، حيث أدخل حزب الله مستوطنات جديدة في مرمى نيرانه، وجيش الاحتلال يقف متفرجاً وعاجزاً في ضوء خسران جاهزيته أما جهوزية المقاومة العالية، وتآكل قوته خلال الحرب العدوانية التي يخوضها على عدة جبهات.

القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية في أوهن حالاتها والجبهة في شمال فلسطين المحتلة،تحت سيطرة حزب الله الذي فرض معادلة تهجير ما يقارب الـ100 ألف مستوطن من المستوطنات الشمالية باعتراف الكيان، علماً أن العدد أكبر من ذلك بكثير، وباعتراف وسائل إعلام إسرائيلية فقد بلغ عدد الذين تمّ إجلاؤهم من الشمال 250 ألف مستوطن.

“إسرائيل” ليس بوسعها تحمل تبعات حرب شاملة تنطلق من الشمال، وسيكون من مصلحتها الجنوح للحل السياسي ووقف جرائم قتلها الجماعية في غزة، فجبهة الشمال مرتبطة بشكل وثيق بجبهة غزة، وحزب الله أكد على ذلك مراراً وتكراراً.

لبنان ليس غزة، وجيش الاحتلال يعلم ذلك علم اليقين، فما تخبئه لهم جبهة الشمال أقسى بكثير مما واجهه الاحتلال في شوارع القطاع، التي تحولت لمقبرة للغزاة، ولن يكون بمقدوره مواجهة القدرة الصاروخية ومسيرات وتشكيلات حزب الله الدفاعية والهجومية.

حزب الله وفي حدث صعب على الكيان عطل ما يسميه الكيان العملية التعليمية في الشمال، وهذا ما أكده ما يسمى “وزير التربية” الإسرائيلي يوآف كيش أن العام الدراسي المقبل 2024-2025 لن يبدأ في الشمال وسيُفتتح هذا العام بصورة ضبابية في ضوء التعقيد الأمني في الشمال في حديثه لرؤساء المستوطنات الشمالية، ما يعني انهياراً اجتماعياً واقتصادياً لمستوطنات كاملة.

حزب الله مستمر في توسيع مدى رشقاته الصاروخية، والوضع في الشمال بات يشكل كابوساً للكيان ومستوطنيه، المستنزفون والمنهكون، والمتوترون، باعتراف الإعلام الصهيوني، ولن يسفر التمادي في استهداف المدنيين في لبنان سوى إلى المزيد من عمليات المقاومة النوعية وإطلاق المزيد من الصواريخ واستهداف مستوطنات جديدة لم يتم استهدافها سابقاً، وهذا ما وعد به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ضمن وعود المقاومة الصادقة لحماية لبنان وإسناد المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

حزب اللهمربعات أمنيةمفاتيح الشمال
Comments (0)
Add Comment