اندلعت احتجاجات غاضبة في مدينة اعزاز شمالي حلب، اليوم، بعد أن قطعت شركة الكهرباء التيار بشكل مفاجئ عن المخيمات، مما دفع الأهالي إلى قطع الطريق الحيوي المؤدي إلى معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا.
فيما تصاعد التوتر في المنطقة، سارعت شركة “AK Energy”، المزود الرئيسي للكهرباء، إلى توضيح الموقف. ففي لقاء مع مسؤولين حكوميين، أرجعت الشركة سبب الانقطاع إلى عطل فني في إحدى المحولات الرئيسية، نافيةً وجود أي قرار متعمد بقطع الخدمة عن المخيمات.
ضغط هائل وأعطال فنية
ونقل رأفت الجنيد، مسؤول العلاقات الإعلامية في وزارة الإعلام، عن مدير العلاقات في شركة الكهرباء قوله إن “الاستجرار غير الشرعي للكهرباء وصل إلى نحو 50% من إجمالي التغذية”.
وأضاف المسؤول أن هذا السحب الهائل وغير القانوني، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب، يضع ضغطًا شديدًا على المحولات ويؤدي إلى أعطال متكررة. وأكد أن “الانقطاع الحالي سببه عطل في المحولة، وتقوم الورش الفنية بإصلاحه، ولم يصدر أي أمر بقطع التيار الكهربائي عن المخيمات”.
ودعا محمد المدني، المسؤول في العلاقات العامة بالشركة، السلطات القضائية والتنفيذية إلى “التدخل العاجل لوقف عمليات استجرار التيار غير الشرعية التي تضر بالمواطنين الملتزمين وبالشركة على حد سواء”، مشددًا على ضرورة تطبيق القانون بحق المخالفين.
من هي شركة “AK Energy”؟
تعتبر “AK Energy” إحدى الشركات السورية-التركية التي تزود مناطق واسعة في شمال غرب سوريا بالكهرباء. تأسست الشركة في ولاية كيليس التركية وتعود ملكيتها للمستثمر السوري إبراهيم خليل وثلاثة شركاء أتراك.
وتغطي خدماتها مناطق حيوية تشمل اعزاز، الباب، جرابلس، الراعي، تل أبيض، ورأس العين. وتُعرّف الشركة نفسها بأنها حاصلة على كافة التراخيص اللازمة لتوليد وتوزيع الطاقة من الحكومة التركية والمجالس المحلية في شمال سوريا منذ بدء أعمالها في يونيو 2017.
تاريخ من التوتر
لا تعد هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، فقد شهدت علاقة الشركة مع السكان المحليين توترات سابقة. وخرجت ضدها احتجاجات متكررة خلال السنوات الماضية، لم يكن سببها انقطاع التيار، بل ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء، وقد وصلت بعض تلك الاحتجاجات إلى حد اقتحام مقرات الشركة في ريف حلب الشمالي، مما يعكس حساسية ملف الطاقة وأهميته لحياة السكان في المنطقة.