خسرت الليرة السورية أكثر من 20% من قيمتها خلال شهر تموز الجاري، وسجلت أرقاماً قياسية حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها في تاريخها واقتربت من حاجز الـ 10 آلاف بتسعيرة المصرف المركزي، فيما تجاوزه السعر في السوق السوداء بنحو ألفي ليرة.
وتشهد البلاد أزمة اقتصادية خانقة، حيث افتتح سعر صرف الليرة أمام الدولار في بداية الشهر بـ8200 مقابل الدولار الواحد، ليرتفع خلال أيام قليلة إلى 9900 ليرة بحسب مصرف سورية المركزي، بالتزامن مع حالة من التخبط بدأت تسود الأسواق عموماً مع استمرار تراجع الليرة بشكل متواصل خلال الأيام الماضية.
ويؤكد خبراء مطلعون أنه لا توجد أسباب اقتصادية ملموسة، وهي مجرد شائعات ومخاوف أدت إلى زيادة الطلب على العملات الأجنبية، ومنهم من يرى أنه انهيار مفتعل في الجبهة الاقتصادية.
الخبير الاقتصادي الدكتور “عدنان إسماعيل” يؤكد لـ داما بوست.. “عادة ما يتحرك سعر الصرف تحت تأثير عدة عوامل سواء سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو حتى طبيعية، في الفترة الأخيرة تسبب نقص الوقود في مزيد من الخسائر في قيمة الليرة نتيجة تزايد الحاجة للاستيراد مع تزايد المصانع والخدمات التي تعود تدريجياً، وحصول اختناقات في توريدات الأصدقاء والاضطرار للتسديد الفوري، كما أن الاضطراب والانخفاض المستمر في قيمة الليرة يعكس الدمار الهائل العام والبنيوي الذي ضرب أسس الاقتصاد السوري، حيث تراجعت قطاعاته الإنتاجية بشكل مخيف، وتقلصت بشدة مصادر إيراداته الرئيسية”.
وكانت التوقعات بأن يرافق عودة العلاقات مع الدول العربية ضخ للاستثمارات وتحسن للواقع الاقتصادي الصعب والقاسي جداَ، فيما يرى الخبير الاقتصادي أن كل العوامل والتسريبات الصحفية توضح أن هناك مخطط دولي لزعزعة استقرار سورية اقتصادياً واجتماعياً، عبر زيادة الضغوط المعيشية على المواطن السوري، لخلق بيئة حاضنة للانفجار الاجتماعي والحكومات العربية الفاعلة تقسم اليوم لمحورين، بعضها تخضع لضغوط مخيفة لمنع أي ضخ نقدي باتجاه سورية والبعض منها منخرط في المخطط بشكل مباشر.
ويعتقد “إسماعيل” أن الأيام القادمة ستكون قاسية جداً جداً على المواطن والحكومة، ويجب أن يكون هناك خطط طوارئ لمواجهة أيَّ اختناقات في المواد الأساسية، مشيراً إلى أن القضية ليست بريئة ولا يمكن ارجاع الانهيار السريع للعوامل الاقتصادية في المشهد السوري وما كنا نعتقد سابقاً أنه مستحيل الحدوث قد نراه خلال الأيام القادمة فيمكن أن تسجل الليرة انهيارات قياسية غير مسبوقة في تاريخها بشكل متسارع.