“موميكا” ومحاولات استهداف العراق وجره إلى الفوضى

داما بوست | منى دياب

أثارت حادثة حرق القرآن الكريم في السويد ومن ثم الدنمارك غضباً كبيراً في أوساط العرب والمسلمين، وحتى في الأوساط الدولية بوصفها حادثة تستفز المسلمين حول العالم، ولاقت ردود فعل من الحكومات العربية والإسلامية تجلت باستدعاء سفراء البلدين وإبلاغهم مذكرات احتجاج، وبدعوات لعقد اجتماعات طارئة لدول العالم الإسلامي والمجالس المعنية باتخاذ موقف صارم، ووصلت الأمور في العراق وإيران إلى حد وقف العلاقات الدبلوماسية مع السويد.

ورغم أن الأمر لاقى ردود فعل دولية إلا أن الأنظار اتجهت نحو العراق، الذي كان ضحية الاستهداف بحرق علمه أيضاً، من قبل أحد مواطنيه المدعو “سلوان موميكا” مرتكب الجريمة بحرق القرآن والعلم العراقي مرتين وبحماية الشرطة السويدية، ما طرح العديد من التساؤلات حول الغاية والهدف من فعل “موميكا”.

وبدأت القصة تأخذ منحىً مغايراً عندما تداول ناشطو ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الأمر بوصفه استهدافاً يخص العراق، حيث رُصدت تعليقات لعراقيين يتساءلون.. “لماذا العراق ولماذا العلم العراقي” في إشارة لنزعة ستثير فتنة في العراق خاصةً.

وفي هذا الإطار، أكد المحلل السياسي جاسم الموسوي لـ “داما بوست”.. أن الأمر لا يتعلق خصوصية بالعراق كـ “بلد وشعب” إنما نابعة من الشخص ذاته الذي بدأ بالفعل الشنيع، وقال الموسوي.. “لا شك أن هناك من يسوق دوماً ليذهب العراق لتناحر طائفي، وخاصة أن الفعل هذا صدر من شخص مسيحي، لكن حرق القرآن وبذات الوقت حرق العلم العراقي أمر غير مترابط”.

ويروي المحلل الموسوي لداما بوست تفاصيلَ حول ماضي “موميكا”، يؤكد خلالها أن الشاب ليس سوياً نفسياً، ويعاني من اضطرابات غير مفسرة، ويؤكد الموسوي أن “موميكا شاب كان في مجموعة تنضوي تحت لواء الحشد الشعبي وكان يتذرع بالقتال ضد الإرهاب لكن ما تبين لاحقاً لدى الحكومة العراقية، أن لديه طموحات بمنحىً آخر وسلوكاً آخر تماماً عن تصرفات المقاتلين”.

وأضاف الموسوي.. “موميكا يعاني من ازدواجية في شخصيته، دخل على خط الحشد كمقاتل وحاول الوصول بطريقة معينة لأماكن مهمة أمنياً في العراق، وفشل، وكان يلعب دور المقاتل ضد الإرهاب شكلياً، لكن على أرض الواقع كان يملك طموحات مغايرة، فيما كان فشلُه وكشف أمرِه أمراً دفعه للهروب وتقديم لجوء بالسويد”.

ولم ينفِ الموسوي إمكانية أن يكون هناك جهد مخابراتي وراء القضية، ومحاولات لإثارة الفتنة في العراق، سيما أن قيام رجل يعتنق الديانة المسيحية بهذه الفعلة ستفتح شرخاً كبيراً عند قليلي الإدراك والثقافة لاستيعاب الموقف، وعدم التسرع في اتخاذ ردود فعل.

وحول التطورات التي جرت مؤخراً في الدنمارك، يرى “الموسوي” أن ما يجري في بكوبنهاغن هو رد فعل على دخول العراقيين للسفارة السويدية والتظاهرات الكبيرة التي جرت، إضافة لاستدعاء الحكومة العراقية للسفير السويدي وطرده، والهدف وراء كل هذه البلبلة هو إرسال صورة مشوهة عن العراق، بوصفه حكومة لا تلتزم بحماية البعثات الدبلوماسية ويحوي ميليشيات” على حد قوله.

فيما تناقلت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تحمل أفكاراً حول أهداف غربية لإضعاف الحكومة العراقية وحرفها عن مسارها التي تسعى للتطور به، ويرون أن هذا التوقيت لإثارة هذه النعرات هو توقيت مقصود ومحكم.

الدنماركالسويدبغدادحرق القرآنستوكهولمسلوان موميكافوضى بغدادكوبنهاغنمظاهرات
Comments (0)
Add Comment