اعتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، يوم السبت الماضي، مجموعة من القادة العرب العاملين ضمن جهاز “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش)، عقب استدعائهم لاجتماع مغلق في منطقة المعامل بريف دير الزور الشمالي، في خطوة وصفتها مصادر محلية بـ”المباغتة والممنهجة”.
وأفادت مصادر لـ”العربي الجديد” بأن قيادة “قسد” وجّهت دعوات إلى عدد من المسؤولين الأمنيين التابعين لمراكز في الريف الغربي لدير الزور، شملت مناطق الجزرات، الكسرة، أبو خشب، محيميدة، إضافة إلى ما يُعرف بإدارة “الخط”، للحضور إلى مقر القيادة في المعامل. إلا أن الأمور اتخذت منحىً تصعيدياً فور وصولهم، حيث أُغلقت الأبواب، لتقتحم بعدها قوة خاصة من “وحدة العمليات” المبنى وتقوم باعتقالهم وسط أجواء من التوتر.
وبحسب المصادر، بلغ عدد المعتقلين نحو عشرة قادة، جميعهم من المكون العربي، أبرزهم القيادي المعروف بـ”أبو همام” من بلدة الجديد، و”أبو إسحاق المشهداني” من بلدة الصبحة، وكلاهما شغلا مواقع قيادية في إدارة “الخط”.
كما طالت الاعتقالات عثمان أبو حمود، مدير مركز الجزرات، ومحمود البدر، مدير مركز الكسرة، بالإضافة إلى أحمد الصالح، المسؤول عن قسم المكافحة في الكسرة، ومحمد اليونس الزيدان من مركز أبو خشب، وعنصر يُدعى “مسلم” من القامشلي، سبق له العمل في وحدة أمنية تابعة لـ”قسد”.
ورجّحت المصادر أن يكون السبب وراء هذه الحملة الأمنية تسريب ملفات أمنية حساسة من داخل سجون ومعتقلات “قسد” في ريفي دير الزور الغربي والشمالي، بعد تداول وثائق مسرّبة خلال الأسابيع الماضية، ما دفع القيادة الكردية إلى الاشتباه بتورط بعض القادة العرب في عملية التسريب.
ويأتي هذا التصعيد في سياق توترات متزايدة داخل أجهزة “قسد”، لاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت. حملات الاعتقال المكثفة منذ بداية العام الجاري ضد كوادر عربية بارزة، تُعبّر عن محاولات لإعادة تشكيل البنية الأمنية بما يكرّس نفوذ قيادة حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” ويفرض تحكماً مركزياً على حساب التعدد داخل المؤسسات.
وتثير هذه التحركات تساؤلات حول مستقبل التوازن داخل “قسد”، واحتمال اندلاع صراعات داخلية أعمق، في وقت تشهد فيه المنطقة مرحلة دقيقة من إعادة ترتيب المشهد السوري سياسياً وأمنياً.
اقرأ أيضا:مسؤول كردي: لا تراجع عن مطلب اللامركزية في سوريا
إقرأ أيضاً: قسد تحتجز عشرات المدنيين في دير الزور والرقة دون مذكرات قضائية