يحظى الحساء بمكانة مرموقة في العديد من الثقافات كعلاج مريح لنزلات البرد والإنفلونزا. وقد فحصت مراجعة علمية حديثة الأدلة المتوفرة حول دور الحساء في التخفيف من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، مثل نزلات البرد، والإنفلونزا، وحتى كوفيد-19.
فمن بين أكثر من 10,000 دراسة، حددت باحثة في جامعة غرب اسكتلندا أربع دراسات عالية الجودة شملت 342 مشاركاً، اختبرت أنواعاً مختلفة من الحساء، من بينها مرق الدجاج التقليدي، وحساء الشعير،والخضروات بالأعشاب ورغم أن هذه النتائج لا تزال أولية، فإنها تبدو واعدة، بحسب موقع “Science Alert”.
تقول خبيرة الطهي الأميركية جين لويس إن “حساء الدجاج يُعد من أكثر الأطباق المحبوبة في الشتاء أو عند المرض”، ويُقدم بأكثر من 100 طريقة في 64 دولة حول العالم، “ليس فقط لكونه مغذياً، بل أيضاً لأنه يعتبر علاجاً شعبياً فعالاً”، مشيرة إلى أن الطبيب والفيلسوف ابن سينا أوصى به كعلاج طبي.
وقد أظهرت المراجعة البحثية فعالية أنواع متعددة ، وعلى رأسها حساء الدجاج، في تسريع التعافي من نزلات البرد والإنفلونزا، في تأكيد علمي جديد لمعتقدات شعبية استمرت لعقود.
كنز غذائي يدعم المناعة
يُزود حساء الدجاج الجسم بالبروتين اللازم لمكافحة العدوى، كما تساهم الخضروات فيه بتوفير الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة. وإذا أُضيفت إليه المعكرونة، يصبح أيضاً مصدراً مهماً للكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة.
ويشير الدكتور تيمان إلى أن شرب المرق واستنشاق بخاره يساعد في تدفئة الممرات الأنفية والتنفسية، ما يُسهم في إذابة المخاط السميك المصاحب لأمراض الجهاز التنفسي، كما أن الأعشاب والتوابل المضافة تُساعد في تخفيف الاحتقان، وترطيب الجسم.
وتضيف خبيرة التغذية كريستين سميث أن الحساء يحتوي على عناصر مهمة مثل الجزر الغني بفيتامين A الذي يدعم المناعة، إضافة إلى الزنك الذي يُسهم في مقاومة نزلات البرد.
كما يؤكد الدكتور شوارتز أن الحساء يُساعد في تعويض السوائل والمعادن التي يفقدها الجسم أثناء المرض، خاصة البوتاسيوم، والذي يُعتبر الجزر مصدرًا جيدًا له.
ويعزو الباحثون فوائده إلى تركيبته الغنية بمكونات مضادة للالتهابات، مثل الثوم، والبصل، والزنجبيل، والخضروات الورقية، إلى جانب الحرارة التي تُخفف الاحتقان وتُسكن الألم
اقرأ أيضاً: قفزة جديدة في تشخيص الأورام.. ذكاء اصطناعي يكتشف السرطان بدقة تصل إلى 99