قدّرت وزارة الزراعة السورية أن مساحة الأراضي المتضررة من الحرائق الأخيرة في جبال اللاذقية تجاوزت 16 ألف هكتار، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، بينما طال الضرر 45 قرية وقرابة 1200 عائلة، بحسب تصريحات رسمية صدرت اليوم، الثلاثاء 22 تموز.
وأوضح مدير الحراج في الوزارة، المهندس مجد سليمان، أن هذه الكارثة البيئية تفرض مراجعة شاملة لإجراءات الوقاية، مشيرًا إلى أن الوزارة بصدد تنفيذ خطة لإعادة تقييم الوضع الحراجي من خلال توسيع نقاط الإطفاء وزيادة عدد المخافر الحراجية، إلى جانب تبني تدابير وقائية أشد فاعلية.
أسباب الحرائق قيد التحقيق.. وتخوفات من الفقد البيئي
ورغم عدم تحديد الأسباب النهائية للحرائق، أكد سليمان أن الوزارة تأخذ بعين الاعتبار جميع السيناريوهات، سواء كانت طبيعية أو مفتعلة، مضيفًا أن حماية الغابات مسؤولية وطنية لا تقبل التهاون.
وفي السياق، حذّرت الباحثة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، د. دلال إبراهيم، من التأثير العميق والمتراكم لهذه الحرائق على التنوع الحيوي، خصوصاً في المناطق التي تضم تجمعات وراثية نادرة مثل الصنوبر البروتي على السفوح الشرقية للجبال الساحلية، معتبرة أن تكرار الحرائق يهدد بانقراضها النهائي.
وأضافت إبراهيم أن سوريا تمر بأزمة بيئية متفاقمة في ظل تزايد الضغط على الموارد الطبيعية نتيجة التغير المناخي، والتلوث، وسوء استخدام الأراضي، ما يتطلب إعادة تأهيل الغابات المتدهورة وفق أسس علمية دقيقة، بعيدًا عن التدخلات العشوائية التي تسرّع تدهور التربة والنظم البيئية.
إعادة التأهيل.. من الإطفاء إلى الاستدامة
وشددت الباحثة على أن التعاطي مع الكارثة يجب ألا يقتصر على الإخماد بل يتعداه إلى تأهيل ممنهج للبيئات المحروقة، من خلال دعم التجدد الطبيعي، وحماية ما تبقى من الغطاء النباتي، وإنشاء مشاتل لإكثار الأنواع المهددة، إضافة إلى توظيف تقنيات حديثة لترميم النظام البيئي المتضرر.
واعتبرت أن الغابة لم تعد مجرد مورد طبيعي بل “أصل وطني استراتيجي”، وأن الحفاظ عليها يمثل ضرورة وطنية لضمان استدامة الحياة والموارد للأجيال المقبلة.
إخماد شامل بعد 12 يومًا من الحرائق
وكانت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث أعلنت، في وقت سابق، عن انتهاء عمليات إخماد الحرائق التي اندلعت على مدى 12 يومًا في مناطق واسعة من ريف اللاذقية، وسط جهود شاركت فيها فرق إطفاء مدنية وعسكرية، بدعم من مؤسسات حكومية ومتطوعين محليين.
إقرأ أيضاً:الحرائق والجفاف يهددان النحل السوري.. إنتاج شبه معدوم ومخاوف من انقراض السلالة