شهد ريف محافظة السويداء الشمالي، في منطقتي أم الزيتون وشهبا، تصعيدًا عسكريًا تمثل في اشتباكات متقطعة وعمليات كرّ وفرّ على محاور التماس. ودارت المعارك بين الفصائل الدرزية من جهة، ومقاتلي العشائر المدعومة بعناصر من وزارة الدفاع السورية من جهة أخرى، وسط محاولات حثيثة للتقدم نحو بلدة قنوات، مسقط رأس الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخلال هذه المحاولة، قُتل أربعة من مسلحي العشائر في محيط أم الزيتون، في حين بدا أن الصراع بدأ يأخذ بعدًا أكبر مع تصاعد التوترات الميدانية.
إقرأ أيضاً: أنباء عن اختطاف عشرات النساء من السويداء وسط إدانات وتحذيرات دولية
وفي تطور لافت، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية بالونًا حراريًا في أجواء قريبة من بلدة شهبا، بالتزامن مع تصاعد التوتر العسكري. وتبع ذلك غارة جوية نفذتها مسيّرة إسرائيلية استهدفت رتلًا تابعًا لمقاتلي العشائر شمالي السويداء، وسط أنباء عن خسائر بشرية.
هذه التطورات تأتي على وقع تصاعد العنف في المحافظة خلال الأيام الماضية، والذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى، بينهم ضحايا لعمليات إعدام ميداني. وقد أفضت هذه المواجهات الدامية إلى انسحاب جزئي للعشائر البدوية من بعض أحياء السويداء، ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار، ترافق مع إجلاء أكثر من 1500 شخص من العائلات البدوية باتجاه محافظة درعا، في محاولة لتفادي المزيد من التصعيد.
ورغم ظهور بوادر لعودة الهدوء، إلا أن تسارع الأحداث، إلى جانب التدخلات الإقليمية، يطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة ما يجري: هل نحن أمام جولة عابرة من الاحتكاك؟ أم أن الجنوب السوري يشهد بداية مرحلة جديدة من إعادة رسم خارطة النفوذ المحلي والدولي؟
يبقى الجنوب السوري مفتوحًا على كل الاحتمالات، في مشهد سياسي وأمني معقد، يتجاوز مجرد صراع محلي، ليضع المنطقة مجددًا تحت مجهر التوتر الإقليمي والدولي.
إقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟
إقرأ أيضاً: إجلاء مدنيين وإفراج عن محتجزين في السويداء وتحذير من حملات تضليل