على الرغم من الضجة الإعلامية، تؤكد مصادر لـ “داما بوست” من داخل مدينة السويداء أن الحياة شبه طبيعية، فالدوائر الحكومية عادت للعمل والمواطنون يسيرون أعمالهم كالمعتاد، أما حول الوضع الميداني فتشير المصادر إلى أن “التحركات” الاحتجاجية التي تسعى بعض المنصات وصفحات التواصل الاجتماعي إلى تسليط الضوء عليها، فقد تحولت إلى مجرد “فزعات”، حيث يتجمع يومياً حشد من المواطنين في ساحة الكرامة لمدة من الوقت باستثناء يوم الجمعة، وهو يوم العطلة الرسمي حيث تحتشد أعداد أكبر من الأيام العادية، أما الشعارات واللافتات التي ترفع في “الفزعات” فهي باتت مرفوضة بالنسبة إلى عدد كبير من الناقمين على الوضع المعيشي، لأنها لا تمت للحراك الشعبي الذي نزلوا من أجله الى الساحة قبل أسابيع بأي صلة.
وبيّن أحد أبناء مدينة السويداء “خ.أ” وهو من الذين شاركوا في بداية التحركات المطلبية لـ “داما بوست” أن “هدفنا من المظاهرات كان مطالبة الدولة السورية بتخفيض أسعار المحروقات وتحسين وضع الرواتب، من أجل أن نتمكن من تأمين متطلبات الحياة لأولادنا وعائلاتنا لكي نعيش بكرامتنا، ولكن لا تهمنا أي شعارات أو دعوات للحرب والجهاد ضد أي جهة أو فئة”، ويختم بسؤال: “هل نحن أصلا لدينا القدرة على خوض الحروب في ظل المعاناة التي نعيشها؟”.
بدوره يعرب الشاب “م.ع” من إحدى بلدات محافظة السويداء عن فرحته بعد أن بات اسم محافظة السويداء متداولاً في الإعلام على خلفية الحراك ورداً على سؤال له عن أهمية الدعم الدولي والاتصالات التي تتم مع الشيخ “حكمت الهجري” يجيب الشاب متسائلاً.. “هل ستؤدي هذه الاتصالات إلى رفع العقوبات عن سورية، ونحن ندعو شيخنا إلى مطالبة أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين تواصل معهم بتجميد العمل بقانون عقوبات “قيصر” الذي جوّع أبناء الشعب السوري”.
كذلك يدعو الشاب “المعارض” إلى أخذ العبرة من تجربة الكرد والتي تبين أنها غير قابلة للحياة، مضيفاً أنه وبينما التركي يحتل قسما من أرضنا وينهب الثروات ويحرق المحاصيل الزراعية، يقوم المحتل الأمريكي بدعم الجماعات المسلحة التي تسرق النفط السوري وتمنع زراعة القمح كي لا نحقق اكتفاءً ذاتياً، ويختم بسؤال، هل بات الهدف من الحراك تحويل أهالي محافظة السويداء إلى مشردين جدد ونازحين في مخيمات اللجوء وينتظرون صناديق الإعاشة نهاية كل شهر؟