أنباء عن اختطاف عشرات النساء من السويداء وسط إدانات وتحذيرات دولية

أثار ناشطون سوريون جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية بعد تداول أنباء عن اختطاف نحو 80 امرأة وفتاة من أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، على خلفية التوترات الأمنية التي تشهدها المحافظة منذ أكثر من أسبوع، في ظل الاشتباكات بين الفصائل الدرزية المحليةمن جهة والقوات الحكومية، ومجموعات مسلحة من عشائر البدو من جهة أخرى.

وبحسب ما نشرته الناشطتان سوسن أبو رسلان ونهى سويد عبر حساباتهما الشخصية على فيسبوك، فقد تم توثيق أسماء عدد من النساء اللواتي فُقد الاتصال بهن خلال الأيام الأخيرة. وأشارت أبو رسلان إلى أن “القائمة المنشورة تمثّل الأسماء المعروفة حتى الآن، مع وجود حالات اختفاء لا تزال ظروفها غامضة”، مطالبة بتعميم الأسماء والتحرك العاجل لحماية النساء.

مطالبات بالتحقيق والمساءلة

وحمّلت أبو رسلان “الحكومة السورية، والمجتمع المدني، والمنظمات الدولية، والإعلام الذي غطى عمليات إجلاء عشائرية من السويداء إلى درعا”، مسؤولية ما وصفته بـ”المأساة المستمرة بحق نساء السويداء”.

في المقابل، لم تصدر حتى الآن أي تأكيدات أو توثيق رسمي من قبل منظمات حقوقية دولية بشأن الأسماء أو ظروف الحادثة، إلا أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تحدث خلال مؤتمر صحفي عن “وقوع حالات اغتصاب وقتل بحق مدنيين في السويداء”، مؤكداً أن واشنطن أجرت اتصالات مع كل من إسرائيل والأردن والسلطات السورية لوقف ما وصفه بـ”الكارثة”.

ودعا روبيو إلى “محاسبة أي طرف ضالع في ارتكاب هذه الانتهاكات، ووقف القتال بين المجموعات الدرزية والعشائر البدوية”، محذراً من أن “التهاون في معالجة هذه الأحداث قد يقوّض أي فرصة لبناء سوريا موحدة وسلمية”.

جدل حول بث مباشر كشف تفاصيل الحادثة

وأثار مقطع فيديو بثته قناة “تلفزيون العربي” ردود فعل متباينة، بعد أن ظهر فيه مراسل القناة وهو يجري مقابلة مع مسلح داخل سيارة برفقة عدد من النساء، قيل إنهن من المختطفات. وخلال المقابلة، تحدثت إحدى النساء عن كونها “كانت محاصرة في قرية الطيرة وتم أخذها”، إلا أن المذيع في الاستوديو قاطع المقابلة، وطلب إنهاء البث المباشر.

وعلّق “مركز السويداء للتوثيق والإعلام” على الحادثة، متهماً القناة بـ”التستر على جريمة خطف، وعرقلة شهادة إحدى الضحايا على الهواء مباشرة”، مطالباً بتحقيق مهني بشأن تغطية الحدث وتداعياته.

استمرار التوتر رغم الهدنة

ورغم الإعلان عن اتفاق أولي لوقف إطلاق النار في المحافظة، أفادت مصادر محلية مثل منصة “السويداء 24” بحدوث اشتباكات متقطعة في مدينة شهبا، إضافة إلى هجمات بطائرات مسيّرة على محاور مثل أم الزيتون، وسط استمرار الفصائل المحلية في التصدي لما تصفه بـ”هجمات خارجية”.

وتبقى الأنباء حول مصير النساء المختطفات، وطبيعة الأحداث الميدانية، بحاجة إلى مزيد من التحقق والتوثيق من جهات مستقلة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لضمان سلامة المدنيين ووقف الانتهاكات بحقهم.

اقرأ أيضاً: السويداء بين فخ الدولة وفوضى السلاح: الجزء الأول

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

أحداث السويداءأوتستراد دمشق السويداءإدلب والسويداء
Comments (0)
Add Comment