“إسرائيل” تفرض واقعًا جديدًا في الجنوب السوري.. وصمت حكومي يثير الغضب الشعبي

تشهد محافظتا القنيطرة ودرعا في الجنوب السوري تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق، تمثل في توغلات ميدانية، وعمليات أمنية شملت مداهمات واعتقالات، وسط غياب كامل لأي رد من الحكومة السورية الانتقالية، ما أثار سخطًا شعبيًا واسعًا وأعاد تسليط الضوء على مصير السيادة الوطنية في هذه المناطق الحساسة.

ووفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت القوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي سلسلة تحركات ميدانية طالت قرى وبلدات تمتد من بيت جن جنوب غرب محافظة ريف دمشق إلى عمق محافظة القنيطرة، حيث اقتحمت منازل مدنيين، وفرضت طوقًا أمنيًا، ترافق مع تحليق طائرات مسيّرة واستهداف بعض المناطق بالرصاص الحي، في غياب أي ردع عسكري من السلطات السورية الجديدة.

تجاوز الخطوط الحمراء.. وملاحقة عناصر وزارة الدفاع
لم تقتصر عمليات التفتيش الإسرائيلية على أهداف عسكرية أو أمنية، بل طالت منازل تعود لمدنيين، وبعضها لعناصر في وزارة الدفاع السورية، ما يشير إلى استخفاف كامل من قبل إسرائيل بالخطوط التقليدية للسيادة.

سياسة “الهدم والتهجير”: سيطرة ناعمة على الأرض
وتواصل إسرائيل تكريس حضورها في المنطقة عبر أدوات التهجير والهدم، حيث هدمت 15 منزلًا في بلدة الحميدية بحجة قربها من مواقع عسكرية، واستقدمت جرافات إلى أراضي الشحار وجباتا الخشب، حيث جرى تجريف مئات الدونمات من الغطاء النباتي، ما يعكس سعيًا ممنهجًا لإفراغ المنطقة من سكانها ومقومات استقرارها.

إقرأ أيضاً: هدم منازل واقتحام قرى في القنيطرة.. الاحتلال يوسّع عملياته جنوب سوريا

علم فوق التل الأحمر.. ورسائل “وقحة” بلا رد
في مشهد وُصف بـ”الاستفزازي”، رفعت القوات الإسرائيلية علمها فوق التل الأحمر الشرقي في بلدة كودنة، دون صدور أي بيان رسمي أو تحرك ميداني من الحكومة السورية الانتقالية، ما زاد من شعور الأهالي بالعزلة والتخلي عنهم.

احتجاج محدود وغضب شعبي صامت
شهدت بلدة بيت جن مظاهرة صغيرة طالبت بالإفراج عن سبعة شبان اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن اللافت هو انعدام الحضور الواسع أو التضامن الشعبي، ما دفع بعض الأهالي لانتقاد الصمت العام، والتخاذل الشعبي، وغياب أي دور للمجتمع المدني أو منظمات حقوق الإنسان.
وعلق أحد أبناء البلدة، رافضاً الكشف عن هويته، قائلاً لـ”يورونيوز”: “أنا مصدوم من عدم تضامن السوريين مع ما يجري من توغلات يومية واعتقالات لأهالي القنيطرة. يبدو أن السوريين نسوا القنيطرة، ومشغولون فقط بقتل بعضهم البعض”.

اقرأ أيضاً: استشهاد شاب واعتقال آخرين خلال توغل إسرائيلي في ريف دمشق

الجنوب.. ساحة صراع بلا سيادة
وفي مظهر آخر من مظاهر الانفلات، شهدت سماء القنيطرة ودرعا اشتباكات بين الطائرات المسيّرة الإيرانية والدفاعات الإسرائيلية، ما أدى إلى إصابة مدنيين، بينهم طفل في قرية الرفيد. ومع تكرار هذه المشاهد، تعززت حالة الخوف الشعبي في الجنوب السوري.

اقرأ أيضاً: الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي في الأجواء السورية

واقع جديد تفرضه إسرائيل.. وحكومة غائبة
وبحسب موقع “يورونيوز” فإن ما يجري لم يعد مجرد خروقات أمنية محدودة، بل تحول إلى سياسة أمر واقع، تعمل فيها إسرائيل بحرية شبه مطلقة في الجنوب، فالمشهد الحالي يعكس فراغًا سياديًا خطيرًا، حيث لا وجود فعلي للجيش السوري أو أي جهة رسمية قادرة على حماية المدنيين أو الرد على الانتهاكات المتكررة، أو حتى إصدار أي تصريح في هذا السياق.

وفي ظل دمار الحرب الداخلية وتراكم سنوات النزاع، تراجع الاهتمام السوري بما يجري في الإقليم، وتحديدًا في الجنوب. فقد أدّت الخلافات السياسية، والانقسامات الطائفية، وغياب مشروع وطني جامع، إلى تغييب قضايا كانت تمثّل جوهر الوعي الجمعي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومواجهة التدخلات الأجنبية، وفق موقع “يورونيوز”.

وختم الموقع قائلاً: بات الكثيرون يتساءلون اليوم: هل تحوّل الجنوب السوري – وخصوصًا القنيطرة ودرعا – إلى مجرد منطقة نفوذ تتنازعها القوى الإقليمية والدولية؟ وهل أصبحت الاعتقالات الإسرائيلية، والغارات المتكررة، والتمدد الميداني الصامت وقائع اعتيادية تمرّ في الإعلام مرور الكرام، ثم تُدفن بين سطور الإهمال الوطني والتقصير؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

الجنوب السوريالجيش الاسرائيليالجيش السوريالحكومة السورية الانتقاليةالقنيطرةبيت جندرعا
Comments (0)
Add Comment