أثار قرار إغلاق فندق أمية الشهير في العاصمة دمشق موجة غضب كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الاقتصادية والثقافية، وسط اتهامات بتجاوز القانون وممارسات وصفها كثيرون بـ”الترهيبية” وغير المبررة، بحق أحد أعرق فنادق المدينة.
البداية: مداهمة مفاجئة
بدأت القصة عندما اقتحمت عناصر من شرطة محافظة دمشق بار الفندق الواقع في الطابق الرابع، أمام الزبائن، دون سابق إنذار، بحسب إدارة الفندق. وذكرت الإدارة في شكوى رسمية رفعتها إلى وزارة السياحة، أن عناصر الشرطة أوقفوا الموسيقى، ومنعوا التصوير، ما أثار ذعر الحاضرين وأدى إلى إخلاء المكان خلال دقائق.
ورغم أن إدارة الفندق قدّمت فورًا كافة التراخيص اللازمة، طُلب منها مراجعة الجهات المختصة في اليوم التالي “للتأكد”، ولكن المفاجأة كانت في يوم الخميس، حين جاء موظف من المحافظة، وبأمر مباشر من محافظ دمشق ماهر مروان، ليغلق الفندق دون أي ضبط رسمي أو مخالفة واضحة.
السبب كما ورد في إشعار الإغلاق: “تقديم مشروبات كحولية وأراغيل”، رغم امتلاك الفندق للترخيص القانوني بذلك. كما أشارت الإدارة إلى تعرضها لتهديدات بعقوبة الحبس في حال عدم تنفيذ الإغلاق.
غضب واسع: “من يغلق أمية؟”
قرار الإغلاق، الذي جاء دون إنذار أو مخالفة واضحة، قوبل بانتقادات حادة من صحفيين ومحامين وناشطين، واعتُبر “تعديًا صارخًا على القانون وعلى الهوية الثقافية للمدينة”.
الكاتبة آلاء عامر اعتبرت أن القرار يمثل انتهاكًا لتراث دمشق، متسائلة إن كان وزير السياحة موافقًا على إغلاق فندق مرخص “منذ أكثر من 50 عامًا”.
أما المحامي إيهاب عبد، فذهب أبعد من ذلك واعتبر أن الغاية من الإغلاق هي “تشليح الفندق من أصحابه”، وأن المحافظ يتصرف خارج أي رقابة قانونية.
■ أبعاد اقتصادية واجتماعية
العديد من المدونات والتدوينات أبرزت التناقض في سلوك السلطة، مشيرة إلى أن:”تُغلق الفنادق المرخصة بسبب مشروب وأركيلة، بينما يبقى تجار المخدرات والخاطفون أحرارًا، والمفسدون شركاء في القرار”.
وسألت إحدى المدونات: “من يعوّض خسائر فندق مثل أمية، يعمل منذ عقود؟ من يعيد ثقة المستثمرين؟ أم أن الهدف هو الترهيب والابتزاز فقط؟”
تأسس الفندق أولًا عام 1931 في ساحة المرجة، قبل أن يُعاد افتتاحه في موقعه الحالي عند تقاطع شارعي ميسلون والبرازيل مطلع الخمسينيات. ويقع اليوم في حي ساروجة التاريخي، وهو مملوك لشركاء من عائلتي سلوم اللبنانية ومردم بك الدمشقية. وقد كان الفندق معلمًا فندقيًا وسياحيًا بارزًا في العاصمة، وشهد على مراحل من تاريخ المدينة الحديث، واستضاف مئات الزوار والمناسبات على مدى أكثر من نصف قرن.