فشلت عملية تبادل الأسرى التي كان من المقرر تنفيذها مساء اليوم في بلدة أم الزيتونة شمال محافظة السويداء، بعد سقوط قذائف هاون على المنطقة مصدرها مواقع يُسيطر عليها مسلحو العشائر، ما أدى إلى تجميد مؤقت للاتفاق وتوتر أمني متزايد في محيط البلدة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عملية تبادل الأسرى أُجهضت في اللحظات الأخيرة، رغم التحضيرات التي جرت مسبقاً بالتنسيق بين الفصائل المحلية ومسلحين من أبناء العشائر.
وكانت بلدة أم الزيتونة قد حُددت كموقع لتنفيذ التبادل، قبل أن تتعرض لقصف مفاجئ حال دون إتمام الخطوة.
وفي موازاة ذلك، تشهد الضواحي الشمالية الغربية من السويداء توتراً متصاعداً، مع محاولات تقدم متكررة من قبل مسلحي العشائر باتجاه مدينة شهبا وعدد من القرى المحيطة بها، من بينها البستان وداما ونجران.
وقد رفعت عناصر وزارة الداخلية سواتر ترابية في بعض النقاط ومنعت التوغل دون حدوث اشتباك مباشر، بينما استمر القصف والعمليات الهجومية في محاور أخرى.
ووقعت اشتباكات عنيفة في بلدتي عريقة وأم الزيتونة، على الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، تخللها حرق منازل وممتلكات على يد مسلحين من أبناء العشائر.
وأسفرت الاشتباكات عن قطع طرق رئيسية مثل داما–عريقة ونجران–عريقة، ما زاد من عزلة القرى المتأثرة وعمّق التوتر.
في المقابل، بسطت الفصائل المحلية الدرزية سيطرتها على بلدة عريقة، فيما استولى مسلحو العشائر على قرية ريمة حازم، وسط استمرار الخروقات رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه سابقاً.
وفي ظل هذا التصعيد، تتواصل مناشدات المدنيين في مناطق النزاع بضرورة التدخل الفوري لتثبيت الهدنة ومنع انهيار الاتفاق، وسط دعوات أهلية لوقف الاقتتال واحترام التعهدات السابقة.
وتؤكد الإحصائيات الأخيرة أن عدد القتلى منذ الأحد 13 تموز ارتفع إلى 1120 شخصاً، جراء الاشتباكات وعمليات الإعدام الميداني والقصف الإسرائيلي، مما يجعل الأزمة من أكثر النزاعات دموية في المنطقة منذ سنوات.
اقرأ أيضاً: المبعوث الأميركي إلى سوريا يدعو لوقف القتال والتخلي عن الانتقام القبلي
اقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟