أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، مساء الجمعة 18 تموز، فتوى دينية تحرّم قتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، من أي طائفة أو مكون اجتماعي، كما حرّم التهجير القسري والاعتداءات الطائفية، وذلك في أعقاب التوترات الأمنية التي شهدتها محافظة السويداء جنوب البلاد.
وأكد المجلس في بيانه على ضرورة احترام حرمة الدماء، خاصة خلال ما يُعرف بـ”الأشهر الحُرم” في التقويم الهجري، وهي (محرم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة)، داعيًا إلى تحكيم العقل وتجنب العنف في هذه الفترات وغيرها.
كما شدد البيان على تحريم التعاون مع جهات خارجية وصفها بـ”العدو المحتل”، في إشارة إلى إسرائيل، مشيرًا إلى ضرورة التمييز بين المواطنين السوريين وبين من يستعين بقوى خارجية للإضرار بالدولة والمجتمع.
ودعا المجلس إلى حماية جميع المواطنين من مختلف الطوائف والمناطق، والعمل على بسط الأمن واحتواء الفتنة، وتقديم الدعم للمتضررين والمهجّرين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو القومية.
وشددت الفتوى على خطورة الخطابات الطائفية والإشاعات، داعية إلى التحقق من المعلومات قبل نشرها أو التفاعل معها، لتفادي التأجيج والتحريض.
وفيما أقر المجلس بمشروعية الدفاع عن النفس والممتلكات عند التعرّض للاعتداء، فقد دعا إلى الرجوع للدولة ومؤسساتها الرسمية في القضايا الأمنية، ورفض منازعتها في مهامها.
وقد صدرت الفتوى قبل ساعات من التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في السويداء.
خلفية الأحداث في السويداء
وشهدت محافظة السويداء خلال الأسبوع الماضي اشتباكات بين فصائل محلية تنتمي للطائفة الدرزية وعشائر من البدو، تخللتها عمليات خطف متبادل ووقوع ضحايا من الطرفين. وأسفرت المواجهات عن تدخل قوات من وزارتي الدفاع والداخلية، تزامنًا مع تقارير عن انتهاكات واسعة.
وقد أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، بوساطة أمريكية وبدعم تركي وأردني. وبحسب البيان، تعهدت الحكومة السورية بإرسال قوات لفض النزاع وفرض الاستقرار في المحافظة.
وأكدت رئاسة الجمهورية السورية في بيان رسمي أن هناك جهودًا سياسية وأمنية تُبذل لضبط الوضع ووقف الاقتتال، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب الحوار.
إقرأ أيضاً: “إسرائيل” تستثمر فوضى السويداء لتعزيز نفوذها جنوب سوريا