أكد وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، أن اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء جاء نتيجة تفاهمات تم التوصل إليها عبر وسطاء محليين ودوليين، ووافقت عليها الدولة السورية بهدف تفكيك الاشتباك الدامي ومنع تجدده، وإتاحة الفرصة أمام حلول سياسية تحت مظلة الدولة.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في دمشق، شدد الوزير على أن الدولة السورية تتحمل كامل المسؤولية في حماية جميع المواطنين على امتداد الجغرافيا السورية، وقد تجاوبت مع جهود الوسطاء لتفادي مواجهة عسكرية شاملة قد تعيق المسار التنموي الوطني، مشيراً إلى أن الدولة أعادت تموضع قواتها لتسهيل تنفيذ التفاهمات والتهدئة.
واتهم المصطفى بعض المجموعات المسلحة باتباع “مسار انتقامي ممنهج” تجلى في أعمال تهجير واستهداف لأبناء العشائر البدوية داخل السويداء، ما أدى إلى ردود فعل عنيفة واشتباكات دامية في المدينة ومحيطها. واعتبر أن هذه الأفعال تنذر بمحاولة تغيير ديمغرافي مرفوض.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من تنفيذ التفاهمات شملت نشر وحدات من قوى الأمن الداخلي في الريف الغربي والشمالي والطرق الرئيسية لتقليل فرص الاحتكاك.
اقرأ أيضاً:رويترز: دمشق بالغت في تفسير الدعم الأميركي لتوحيد السلطة
فيما تشمل المرحلة الثانية فتح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء لتسهيل خروج المدنيين والجرحى، والعمل على تبادل الأسرى وتأمين إطلاق سراح المحتجزين من أبناء البدو.
وأكد الوزير تشكيل لجنة طوارئ من وزارات وهيئات حكومية لتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الخدمات الأساسية.
واتهم بعض البيانات الصادرة عن قيادات روحية محلية، بتضمين “صياغات تحريضية” تشرعن التهجير، واصفاً تلك العبارات بأنها “إقرار صريح باستخدام النساء والأطفال كرهائن”، وهو ما عدّه “جريمة مكتملة الأركان”.
وفيما يخص المرحلة الثالثة، أوضح المصطفى أنها ستركز على عودة مؤسسات الدولة وانتشار تدريجي لقوى الأمن، بما يعيد الحياة الطبيعية للمنطقة ويعزز القانون، وشدد على أن الدولة تلتزم بالمحاسبة عن الانتهاكات، لكن يجب أخذ السياق المعقد بعين الاعتبار.
وختم وزير الإعلام بالتأكيد على رفض الدولة لأي محاولات لفصل السويداء عن محيطها أو إنشاء “كانتونات مستقلة”، متهماً بعض الفصائل المسلحة بالسعي لذلك عبر الاستقواء بالخارج، ما يتنافى مع مفاهيم السيادة والوطنية، مؤكداً أن الدولة ما زالت تفضل المسار السياسي، لكنها لن تتهاون في حماية وحدة البلاد.
اقرأ أيضاً: الرئاسة الروحية: الطرف الآخر لم يلتزم بالهدنة والاعتداءات مستمرة