أطلق الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم الأربعاء، رشقة صاروخية واسعة استهدفت مواقع استراتيجية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أبرزها قاعدة “ميرون” الجوية شمال فلسطين، والتي تُعد من أهم مراكز الرصد والتشويش العسكري الإسرائيلي.
جاء القصف بعد إعلان الجبهة الداخلية للاحتلال عن رصد إطلاق صواريخ من إيران، تبعته انفجارات ضخمة سُمعت في القدس وتل أبيب ومناطق واسعة شمالًا. وقد دوّت صافرات الإنذار في معظم المدن المحتلة، باستثناء مستوطنة “كريات سيفر” التي لم تُفعّل فيها الإنذارات بسبب خلل تقني، ما أثار موجة استياء وغضب.
إقرأ أيضاً: صواريخ إيران تُصيب قلب إسرائيل وتضرب مباني استخباراتية حساسة
خسائر ميدانية وخلل في منظومات الدفاع
رغم تفعيل منظومة الدفاع الجوي “مقلاع داوود”، أكدت تقارير عبرية فشلها في اعتراض عدة صواريخ، ما تسبب بأضرار مباشرة، منها سقوط صواريخ على تل أبيب واشتعال النيران في مبانٍ ومركبات، وانفجار في منطقة “بتاح تكفا” الصناعية التي تضم مصانع ومختبرات عسكرية وتكنولوجية حساسة.
القناة 12 العبرية أعلنت عن وقوع 94 إصابة في صفوف المستوطنين، فيما هرعت فرق الطوارئ إلى أكثر من خمسة مواقع متفرقة. وفي منطقة “هشارون”، اندلعت حرائق واسعة نتيجة سقوط شظايا صاروخية. كما سقطت شظايا أخرى في “بني براك”، ما أسفر عن تدمير عشرات المركبات.
قاعدة “ميرون”: عين “إسرائيل” في الشمال تحت النار
الهجوم استهدف قاعدة “ميرون” الجوية، وهي منشأة حساسة تستخدمها “إسرائيل” لمراقبة التحركات في سوريا ولبنان، وتضم رادارات ومنظومات اتصالات ضمن شبكة القيادة والسيطرة (C4I). وتُعد من أهم عناصر التفوق التقني في الجبهة الشمالية.
الحرس الثوري: “بدأت نهاية منظومة الدفاع الصهيونية”
في بيان رسمي (رقم 10) ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، أكد الحرس الثوري الإيراني أن “سماء فلسطين المحتلة باتت تحت سيطرتنا الكاملة”، مشيرًا إلى استخدام صواريخ “فتّاح” البالستية ذات القدرة المناورة العالية، والتي “اخترقت بسهولة منظومات الدفاع الصهيوني، وزلزلت مواقع العدو”.
وأضاف البيان أن هذه الضربة تمثل “رسالة ردع صريحة إلى المحرضين على الحرب”، في إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة.
30 صاروخاً في 20 دقيقة: تصعيد غير مسبوق
إذاعة جيش الاحتلال أكدت سقوط نحو 30 صاروخًا خلال 20 دقيقة فقط، ما يعكس قدرة إيران على الإغراق الصاروخي في وقت قصير، ويطرح تساؤلات جدية حول مدى فعالية المنظومات الدفاعية الإسرائيلية في حال تكرار هذا النمط الهجومي.
رقابة إسرائيلية مشددة وأصوات انتقاد داخلية
فرض الاحتلال تعتيمًا على مواقع سقوط بعض الصواريخ، بينما عبّر مستوطنون في القدس عن غضبهم بسبب تأخر أو غياب التحذيرات رغم سماع صوت الصواريخ فوق رؤوسهم.
اقرأ أيضاً: هرباً من صواريخ إيران: مستوطنون يفرّون عبر البحر إلى قبرص
إقرأ أيضاً: أمن إسرائيل العلمي في مرمى الصواريخ الإيرانية