أفادت مصادر محلية من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي لـ “داما بوست”، بارتفاع حصيلة الاعتداءات التي نفذها مسلحو فصيل فرقة “العمشات” الموالي لأنقرة بحق نساء قرية “ياخور”، إلى 3 شهيدات، إضافة لإصابة 10 أخريات بجروح متفاوتة الشدة.
وبينت المصادر أن الحصيلة ارتفعت، ليلة أمس، إثر استشهاد سيدتين تأثراً بجراحهما لينضما إلى سيدة كانت استشهدت مع بداية إطلاق الرصاص من قبل مسلحي “العمشات” على النساء اللواتي تظاهرن ضد الفصيل في قرية “ياخور” التابعة لناحية “معبطلي”، مشيرة إلى أن الحصيلة الحالية قابلة للارتفاع أيضاً في ظل وجود عدة حالات حرجة ما تزال تتلقى العلاج في مشافي عفرين.
وحول ملابسات وتفاصيل الأحداث التي جرت في قرية “ياخور”، أوضحت المصادر لـ “داما بوست” أن قيادة فصيل لواء “سليمان شاه” المعروف باسم “فرقة العمشات”، فرضت قبل عدة أيام، إتاوات مالية كبيرة على أهالي القرية، نصّت على دفع 8 دولارات أمريكية عن كل شجرة زيتون 100 دولار عن كل منزل، 200 دولار عن كل محل تجاري، و300 دولار عن كل بئر ارتوازي، فيما حدد قياديو الفصيل مبالغ مالية أخرى بالليرة التركية عن باقي أنواع الأشجار المثمرة المزروعة في أراضي الأهالي.
إتاوات المسلحين أثارت موجة من الغضب بين أهالي “ياخور”، ما دفعهم للاعتراض والامتناع عن دفع المبالغ المفروضة، الأمر الذي قابله الفصيل باعتقال معظم شبان القرية واقتيادهم إلى مقراته العسكرية، بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ومصادرة بعض محتويات منازلهم. وإبان اعتقال أبنائهن وأزواجهن، خرجت جميع نساء القرية في مظاهرات احتجاجية ضد ممارسات الفصيل، وتوجهوا إلى مقره الرئيسي في محاولة للضغط على المسلحين بهدف إطلاق سراح المعتقلين، إلا أن مسلحي “العمشات” سارعوا إلى إطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرات، ما تسبب باستشهاد وإصابة عدد كبير منهن، كما أقدم مسلحو الفصيل أيضاً على اعتقال عدد من النساء المشاركات في المظاهرة.
وبعيد تلك الأحداث، عمل مسلحو “العمشات” على تخريب بعض الكابلات وقطع خدمة الإنترنت عن القرية والقرى المجاورة، لمنع انتشار أو تسريب أي مقاطع فيديو سجلتها المتظاهرات أو عائلاتهن على أجهزتهم الخلوية، بينما شهد صباح اليوم الثلاثاء، وفق ما أفادت به مصادر “داما بوست”، مداهمة المسلحين منزل المختار السابق لقرية “ياخور” والاعتداء عليه، بتهمة تسريب صور ومقاطع فيديو للمظاهرة النسائية، كانت سجلتها كاميرات المراقبة الموضوعة حول منزله.
وتندرج أحداث قرية “ياخور” ضمن سجل طويل من الانتهاكات والممارسات الإجرامية التي ينفذها مسلحو فصائل أنقرة، وخاصة فصيل “العمشات” ومتزعمه “محمد الجاسم” (أبو عمشة)، بحق أهالي منطقة عفرين الذين ما يزالون تحت معاناة القتل والخطف والسرقة والترهيب على يد مسلحي الفصائل منذ احتلال القوات التركية للمنطقة في آذار من العام 2018.