داما بوست _ خاص | “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت رغم امتلاكها طائرات إف 15 وإف 16 وإف35 وقنابل ذرية، عبارة قالها سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله خلال احتفال تحرير جنوب لبنان في الـ25 من أيار عام 2000 وحفرت هذه العبارة في الوعي الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
كيان أشبه بالعنكبوت في الهشاشة والضعف، قابل للتمزيق والتبديد مثل بيت العنكبوت المنسوج من خيوط دقيقة واهية تتمزق وتذهب أدراج الرياح حال لمسها أو هبوب الرياح عليها، ليبرز وهن هذا الكيان بشكل أكثر وضوحا منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول 2023 ردا على جرائم الاحتلال، وكذلك عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان التي دفعت آلاف المستوطنين للهروب من شمال فلسطين المحتلة باتجاه الجنوب، ولاحقا إلى الخارج، ليلتحقوا بعشرات الآلاف الذي سبقوهم في موجة هروب غير مسبوقة يشهدها الكيان.
وفي هذا الشأن كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست الاسرائيلية”، أنه في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام غادر “إسرائيل” 40600 شخص بمعدل 5800 شهريا بزيادة 2200 كل شهر عن عام 2023، واصفة هذه الأرقام بأنها تُظهر مقدار الضرر الذي تلحقه هذه الهجرة بـ “إسرائيل” على المدى البعيد حتى في المناطق البعيدة عن بؤر الصراع في الشمال والجنوب حسب وصفها.
الصحيفة “الإسرائيلية” أشارت إلى أن البيانات الصادرة توحي بواقع وصفته بالمرير ففي عام 2023 غادر 55400 شخص، وهو رقم قياسي مرتفع مقارنة بمتوسط سنوي بلغ 37100 شخص على مدى العقد السابق، وأظهرت البيانات أيضا أن 39 بالمئة من المغادرين خلال العام الماضي كانوا من المناطق الأكثر ثراء.
الصحيفة لفتت إلى ارتفاع عدد المغادرين خلال فصل الصيف، في حين غادر 5200 شخص بالمتوسط في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، ارتفع هذا العدد إلى 7300 شخص في شهري حزيران وتموز، ليرتقع عدد المغادرين على المدى الطويل بنسبة 59 بالمئة في الأشهر السبعة الأولى من العام ذاته.
وبينت الصحيفة أن متوسط أعمار المغادرين خلال عام 2023 بلغ 32 عاما، شكّل من هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر 40 بالمئة منهم، وقالت: إن هذا يعني أن “إسرائيل” تخسر قوى عاملة كبيرة في سن يدخل فيه كثيرون إلى سوق العمل أو يتابعون دراستهم أو يتلقون تأهيلا في الخارج.
وكان استطلاع للرأي أجرته مؤخرا قناة “كان الإسرائيلية” كشف أن نحو ربع سكان الكيان فكروا في الفترة من تشرين الأول 2023 حتى تشرين الأول 2024 في مغادرته إلى الخارج بسبب الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
وتعقيبا على الاستطلاع قالت القناة: إن معدل الهجرة السلبية في “إسرائيل” كان واضحا حتى قبل نشوب الحرب الأخيرة في تشرين الأول 2023، إذ كان عدد المغادرين يفوق عدد المهاجرين الجدد خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أنه رغم عدم توفر بيانات دقيقة للسنة الحالية 2024 فيبدو أن هذا الاتجاه (الهجرة السلبية) مستمر، ما يشير إلى مشكلة أكبر قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بجدية، وفق تعبير القناة.
هي نتائج عملية طوفان الأقصى التي صدمت كيان الاحتلال عسكريا وأمنيا واستخباريا، وكذلك صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان وطائراتها المسيرة، التي نزعت عن الكيان توازنه وزرعت الخوف والرعب في قلوب جنوده ومستوطنيه، ومزقت الصورة التي لطالما رسمتها “إسرائيل” لنفسها بأنها لا تُهزم، الأمر الذي دفع عشرات الآلاف إلى الهروب إلى الخارج في “هجرة عكسية”، في الوقت الذي يعمل فيه الكيان على استقطاب يهود العالم الذين يراقبون ما حل بأقرانهم في داخل الكيان، ولا شك بأنهم سيعيدون حساباتهم.
حتّى وقت قريب كان الحديث عن بداية تفكك الكيان ضرباً من الرجم بالغيب، أما اليوم وبعد عملية طوفان الأقصى فإن الحديث عن هزيمة إستراتيجية مني بها الكيان صار أمراً طبيعياً، ويجري على لسان سياسيين وخبراء عسكريين كبار، بما يشبه إلى حد كبير ما تحدث به سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله قبل 24 عاما بأن مصير الكيان هو الزوال لأنه أوهن من بيت العنكبوت.
اقرأ أيضا: ضربةٌ تاريخية.. كيف استهدف حزب الله البقرة الحمراء لـ “إسرائيل”؟