أفادت مصادر محلية في محافظة الرقة، اليوم الأربعاء، بأن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدأت حشداً عسكرياً واسعاً في مدينة الرقة وريفها، وسط حالة من التوتر المتزايد ومخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة.
وأشارت المصادر إلى وصول تعزيزات كبيرة من “وحدات حماية الشعب” (YPG) وقوات “الأسايش” إلى مقرات رئيسية داخل مركز المدينة، حيث شوهدت دوريات مكثفة تجوب أحياء المشلب والصناعة ومحيط دوار الساعة، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وتم نشر آليات ثقيلة ونقاط تفتيش جديدة على مداخل المدينة، خصوصاً من الجهتين الجنوبية والغربية.
كما دخلت قوات “قسد” إلى منطقة “دوار النعيم”، وسط أنباء عن إطلاق نار لم تُعرف أسبابه حتى الآن.
من جهته، نشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقطعاً مصوراً يوثّق استعراضات عسكرية لقسد وسط المدينة، بينما تحدث ناشطون عن إقامة حواجز أمنية كبيرة في “دوار الساعة” و”دوار النعيم”، إضافة إلى تعزيزات مكثفة في مختلف أحياء الرقة، لا سيما القريبة من مناطق سيطرة الحكومة السورية الانتقالية في بادية الرقة.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع توتر متجدد بين “قسد” وفصائل موالية للحكومة السورية الانتقالية، في ريف الرقة الجنوبي، ما قد يُنذر بصدامات وشيكة، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والانقطاع شبه التام للكهرباء والمياه.
وفي تطور ميداني متصل، أفادت وكالة “الأناضول” التركية بأن “الوحدات الكردية” أرسلت تعزيزات ضخمة إلى منطقة دير حافر شرقي محافظة حلب، بعد اشتباكات مع قوات الجيش السوري أمس الثلاثاء، حيث اتجهت نحو 150 آلية عسكرية مزودة بأسلحة مضادة للطيران من مقر “الفرقة 17” في الرقة نحو جبهة دير حافر، الواقعة على طريق الرقة – حلب.
وتشهد تلك المنطقة اشتباكات متقطعة بين قسد وقوات الجيش السوري، في وقت تتحرك فيه الأخيرة بالتوازي لفرض السيطرة الأمنية في محافظة السويداء جنوب البلاد.
في السياق ذاته، شهد الجنوب السوري، ليل الثلاثاء-الأربعاء، تصعيداً كبيراً، تمثل بشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لقوات الحكومة السورية الانتقالية في محيط السويداء ودرعا، وسط حالة من التوتر الداخلي المتزايد بين النظام ومرجعيات جبل العرب.
اقرأ أيضاً: دير الزور: اشتباكات متقطعة بين “قسد” وقوات الجيش السوري
اقرأ أيضاً: تعثر مفاوضات “قسد” ودمشق: خلافات أمنية وإدارية تؤجل التكامل في شمال شرق سوريا