تقارير عن انتهاكات خلال العمليات العسكرية في السويداء تثير تفاعلاً واسعاً

تداول ناشطون ووسائل إعلام محلية في سوريا، خلال الساعات الماضية، تقارير تتحدث عن حوادث وُصفت بانتهاكات وقعت أثناء العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الحكومية في مناطق من محافظة السويداء، جنوبي البلاد.

وشملت هذه التقارير مشاهد مصوّرة قيل إنها توثق قيام عناصر من الأجهزة الأمنية والعسكرية بقص شوارب عدد من الرجال، من بينهم مسنون، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لما يحمله الشارب من رمزية اجتماعية ودينية في بعض مكونات المجتمع المحلي.

صور ومقاطع مصوّرة تُثير الجدل

من بين المشاهد المتداولة، ظهرت صور تُظهر دوس صور لقائد الثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الأطرش، وهي لافتة أثارت استياء عدد من المتابعين باعتبارها تمس رمزاً وطنياً معروفاً.
كما تداولت حسابات محلية صوراً تُظهر أضراراً لحقت بكنيسة “الملاك ميخائيل” في قرية الصورة الكبيرة بريف السويداء الشمالي، حيث تحدثت مصادر في المنطقة عن تعرضها للحرق والتخريب من قبل مجهولين، دون أن تُعرف الجهة المسؤولة.

الأب بطرس الجط، وهو أحد مسؤولي الكنيسة، وصف الحادثة بأنها “جريمة لا تمتّ للدين أو الوطن بصلة”، مضيفاً أن “الكنيسة ستُرمم، والإيمان في القلوب لا يُحرق”، بحسب تصريحاته المتداولة.

شهادات فردية وحوادث متفرقة

إحدى القصص التي حظيت بتفاعل واسع كانت لحالة المُسن مرهج شاهين، والذي ظهر في مقطع مصوّر أثناء قيام عناصر يُعتقد أنهم من القوات الحكومية بحلاقة شاربه، وهو يبكي.
وبحسب رواية أفراد من عائلته، فإن شاهين، وهو من قرية الثعلة، رفض مغادرة منزله عقب التصعيد الأمني في المنطقة، حيث أصر على البقاء لدفن أحد أفراد عائلته. وتقول الرواية إن الاتصال به انقطع لاحقاً، قبل أن تتلقى العائلة اتصالاً من هاتفه يُفيد بوفاته.

الشارب كرمزية اجتماعية

في بعض البيئات المحلية، لا سيما في السويداء، يُنظر إلى الشارب باعتباره رمزاً للرجولة والكرامة، وله بعد ثقافي وديني خاص لدى مشايخ ووجهاء الطائفة الدرزية. ويُفسر الغضب من مثل هذه الحوادث، بحسب متابعين، بكونها لا تُقرأ فقط كممارسات فردية، بل كمساس بالهوية الاجتماعية، بصرف النظر عن النية أو السياق الذي جرت فيه.

تقارير عن حالات تعفيش وصعوبات في التوثيق

في سياق متصل، أفادت منصة “السويداء 24” المحلية، بوجود حالات تصفية ميدانية داخل منازل في بعض القرى، بينها ولغا والثعلة، خلال عمليات الاقتحام، دون إمكانية التحقق من العدد الدقيق للضحايا، بسبب حركة النزوح والظروف الميدانية المعقدة.

كما التُقطت صور، نُشرت عبر موقع “الحل نت”، تُظهر حاجزاً للشرطة العسكرية السورية وهو يصادر ما قيل إنها مسروقات من منازل ومحال في مدينة السويداء. وتشير مصادر محلية إلى أن عمليات سرقة ونهب حدثت أثناء التوترات الأخيرة، دون وجود رواية رسمية حتى اللحظة.

غياب تعليق رسمي

حتى الآن، لم تصدر أي بيانات رسمية من وزارتي الدفاع أو الداخلية بشأن هذه الحوادث، سواء لنفيها أو تأكيدها أو فتح تحقيق بشأنها، في وقت تستمر فيه الاشتباكات المتقطعة في مناطق متفرقة من المحافظة، وسط جهود متواصلة لاحتواء التصعيد.

إقرأ أيضاً: السويداء: انتهاكات رغم إعلان “وقف إطلاق النار”

إقرأ أيضاً: ردود أفعال لبنانية حول أحداث السويداء

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

الأجهزة الأمنية والعسكريةالسويداءانتهاكاتسلطان باشا الأطرش
Comments (0)
Add Comment