مع تزايد درجات الحرارة والانقطاعات المتكررة للكهرباء، تشهد العاصمة دمشق وريفها إقبالًا واسعًا على شراء أكياس وألواح الثلج لتبريد المياه والطعام والمشروبات، في ظل غياب واضح للرقابة الصحية على هذه المنتجات.
وخلال جولة ميدانية أجرتها عنب بلدي، تبين أن أسعار أكياس الثلج تتراوح بين 4000 و8000 ليرة سورية، دون وجود أي علامات تجارية أو بيانات إنتاج توضح المصدر أو تاريخ الصنع.
أما ألواح الثلج، فتختلف أسعارها تبعًا لنوع المياه المستخدمة في تصنيعها. إذ يتراوح سعر اللوح الكبير المصنع من مياه الشرب (مثل مياه “الفيجة”) بين 5000 و7000 ليرة، بينما يبلغ سعر اللوح الأصغر نحو 3000 ليرة. في المقابل، تُنتج بعض المعامل ألواحًا باستخدام مياه آبار قد لا تكون صالحة للشرب، ويباع اللوح الكبير منها بـ4000 إلى 6000 ليرة.
مصدر المياه غير موثوق
نعمة مداد، بائعة جوالة في دمشق، أوضحت أنها تشتري ألواح الثلج من معمل في حي العدوي، يستخدم مياه الآبار بعد منع استجرار مياه “الفيجة” بسبب الجفاف. وأكدت أن الطلب على الثلج يزداد بشكل كبير، خاصة في الحدائق وأماكن التجمعات العامة.
وفي السياق ذاته، أشار حسان الأحمد، صاحب معمل ثلج في الزبلطاني، إلى أن المعامل تعتمد على نوعين من المياه: مياه الفيجة للشرب، ومياه الآبار لتبريد الأطعمة فقط. لكنه لفت إلى صعوبة الرقابة والتمييز بين النوعين في ظل الظروف الحالية.
مخاوف من غياب الرقابة الصحية
عبد الرزاق حبزة، أمين سر جمعية حماية المستهلك، حذر من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام الثلج غير المراقب، مشيرًا إلى أن مصدر المياه غير معروف في معظم الحالات، وغالبًا ما تكون مياه آبار ملوثة. وأكد أن الجمعية خاطبت سابقًا وزارات معنية لفرض رقابة، مطالبًا ببطاقة اسمية على كل منتج توضح نوعية المياه المستخدمة وتاريخ الإنتاج.
وأضاف حبزة أن الرقابة التموينية غير كافية حاليًا، سواء من حيث عدد المفتشين أو تغطية كامل المناطق، داعيًا إلى تفعيل الرقابة الصحية على المعامل والعاملين فيها.
أزمة كهرباء متفاقمة
تزامن الإقبال على الثلج مع تفاقم أزمة الكهرباء، إذ صرّح مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، أن تراجع ساعات التغذية في دمشق سببه انخفاض إنتاج الكهرباء نتيجة توقف توريد الغاز القطري، مع تزايد الأحمال بسبب ارتفاع الحرارة.
وأوضح أن بعض المناطق كانت تحصل على 6 ساعات تغذية يوميًا قبل شهرين، بينما انخفضت حاليًا إلى أقل من 3 ساعات، مشيرًا إلى أن تحسّن الوضع مرهون بزيادة التوليد، وتنفيذ الاتفاقات مع تركيا وقطر لتوريد الغاز والكهرباء.
يذكر أن قطر كانت قد أعلنت، في آذار الماضي، مبادرة لتزويد سوريا بمليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا عبر الأردن، لدعم قطاع الكهرباء.