ضربةٌ تاريخية.. كيف استهدف حزب الله البقرة الحمراء لـ “إسرائيل”؟

داما بوست _ كاترين الطاس | في ضربةٍ تاريخية قَلَب حزب الله موازين الحرب مع “إسرائيل” لصالحه وعلمها أنه قادرٌ على الوصول إلى أي نقطةٍ يريدها، كاسراً مقولة “الجيش الذي لا يُقهر”..

فمساء أمس، باغت الحزب الاحتلال بتنفيذ عملية دقيقة ضد قاعدة عسكرية، وأطلق سرب من المسيّرات الانقضاضية على ‏معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا المحتلة، وأسفرت العملية بحسب اعتراف “جيش” الاحتلال عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 67 آخرين، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن أكثر من 50 سيارة إسعاف هرعت إلى المكان لنقل الجرحى.

الكاتب والباحث في العلاقات الدولية “محمد نادر العمري” تحدث لـ “داما بوست” عن أبعاد هذه العملية بالقول إن “قدرة الحزب على إطلاق طائرة مسيرة من لبنان ووصولها إلى منطقة بنيامينا في مدينة حيفا يشير إلى عدة أبعاد وأهمها فشل كامل لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي.”

وأكد أن الحديث عن قيام الحزب وفق _ما تروج له وسائل الإعلام الإسرائيلي_ بإلهاء منظومة الدفاع عبر صليات صاروخية، هو ادعاء كاذب لتغطية ضعف المنظومة الدفاعية للكيان، والدليل هو ما أوردته القناة 12 العبرية، عن محاولة إسقاط طائرة مسيرة من قبل طائرات حربية، وحتى لو كان ادعاء هذه الوسائل صحيح، فإن الحزب يمتلك القدرة الاستراتيجية على المناورة والتكتيك لتحقيق هدفه، وهو ما يعني أن الحزب استعادة عافيته بالمطلق ولديه ما يكفي من القيادة والسيطرة والتنفيذ للقيام بمهامه.

وتابع العمري أن “الحدث الأمني الذي يسجل للحزب تزامن مع نشر تسجيل مقطع صوتي للشهيد القائد الأمين العام للحزب، وهو ما يؤكد على ثبات الحزب على ما تم الترتيب له وتجهيزه،” لافتاً إلى أنه وفق شهادات مستوطنين وجنود الاحتلال، فإن الحزب استخدم طائرة مسيرة أطلقت صاروخاً ثم انفجرت في الهدف المحدد، بالوقت الذي أعلنت به “إسرائيل” أنه لم يبقى للحزب سوى 30 إلى 40 من قدرته الصاروخية.

وأكمل: “وهذا يعكس مدى الإخفاق الاستخباراتي في معرفة مدى ما يمتلكه الحزب من قدرات قتالية من شأنها تغيير موازين القوى، واستخدام مثل هذه الطائرة، كان بإمكان الحزب إيقاع أكبر خسائر بالمدنيين في نهاريا المحاذية للحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان، ولكن رغبة الحزب في إيصال هذه الطائرة إلى هذه القاعدة التي تبعد قرابة 33 كم عن الحدود، هي استهداف هدف عسكري بشكل مباشر، لما يعكسه ذلك من تأثيرات نفسية ومعنوية لدى الجنود والمستوطنين.”

وأضاف العمري: “وهذا الحدث الكبير جاء بعد يوم واحد من تحذيرات نشرها الحزب باللغة العبرية إلى مستوطنين الشمال، للابتعاد عن مستوطناتهم والأماكن العسكرية القريبة منها، وهو ما يؤكد مصداقية الحزب، مقابل تراجع الثقة بتصريحات الحكومة الإسرائيلية،” مردفاً: “والطائرة انطلقت من داخل لبنان، وسط رصد جوي إسرائيلي حربي ومسير، لكافة الأجواء اللبنانية وبمساعدة مراكز الرصد الأمريكية في المنطقة، وهذا ما يعكس على تغيير موازين القوى بالميدان والاشتباك.”

وختم حديثه بالقول إن “هذا الحدث من شأنه أن يدفع قوات الاحتلال وحكومة نتنياهو لارتكاب مجازر في لبنان خلال الساعات القادمة،” مشيراً إلى أنه في داخل “إسرائيل” يعد “الجيش” هو أكثر شيء مقدس، أي بمثابة ما يمكن وصفه بالبقرة الحمراء التي يجب الحفاظ عليها وصيانتها، وداخل هذا “الجيش” يعد لواء غولاني اللواء الأهم والأول، أي الفرقة الأكثر تقديساً، وقد استهدفها الحزب بطائرة مسيرة وأسقط قدسيتها.

اقرأ أيضاً: ما بين 1973 و 2024.. كيف تحول أكتوبر لشهرٍ أسود على “إسرائيل”؟

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

بنياميناحزب اللهحيفا المحتلةمسيرات انقضاضية‏معسكر تدريب للواء غولاني
Comments (0)
Add Comment