هدوء حذر في محافظة السويداء بعد اشتباكات دامية ومساعٍ محلية لاحتواء الأزمة

دفعت وزارة الدفاع السورية بأرتال عسكرية إلى محافظة السويداء،ضمت دبابات، وآليات مدرعة وعشرات العناصر، بهدف تعزيز الحواجز الأمنية التي تعرضت لهجمات متكررة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن بعض التشكيلات التابعة للوزارة تشارك فعلياً في الاشتباكات الجارية ضد المسلحين المحليين من أبناء الطائفة الدرزية في ريف السويداء.

وتشهد المحافظة هدوءاً حذراً منذ مساء الأحد 13 تموز 2025، عقب يومٍ دامٍ من الاشتباكات العنيفة بين مجموعات مسلحة من بعض عشائر البدو وعدة فصائل محلية درزية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين، بحسب بيانات رسمية وشهادات ميدانية.

وبحسب وسائل إعلام محلية فإن حدة الاشتباكات داخل المدينة تراجعت بشكل ملحوظ، باستثناء بعض الرشقات المتقطعة في أحياء محدودة، بينما كانت دائرة التوتر قد توسعت سابقاً لتشمل الريفين الغربي والشمالي.

وفي محاولة لضبط الوضع، انتشرت قوات الأمن الداخلي بالتنسيق مع وحدات الجيش على الحدود الإدارية مع محافظة درعا لمنع تفاقم التوتر ورصد أي تحركات مشبوهة.

كما حمّل وزير الداخلية السوري أنس خطاب عبر منصة “x” مسؤولية تصاعد التوترات إلى غياب دور مؤسسات الدولة، قائلاً إن “غياب المؤسسات، وخصوصاً الأمنية والعسكرية منها، هو سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة”، مشدداً على أن “لا حل إلا بفرض الأمن وتفعيل دور الدولة بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها”.

في السياق ذاته، دعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، الأهالي إلى ضبط النفس والانخراط في المبادرات العشائرية والوطنية التي تهدف لاحتواء الأزمة، مؤكداً أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين وإعادة الاستقرار.

بدورها، جددت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار ودرء الفتنة، مطالبة بضبط الأمن على طريق دمشق – السويداء الحيوي.

أما “حركة رجال الكرامة”، أحد أبرز التشكيلات المحلية في المحافظة، فقد حمّلت الحكومة السورية مسؤولية تدهور الأوضاع، منتقدة غياب دور الدولة في حماية الطرق وتأمين الحواجز، معتبرة أن “التهدئة موقف قوة لا ضعف”.

وأكدت مصادر محلية أن جهود الوساطة العشائرية والاجتماعية أسفرت عن إطلاق سراح عدد من المحتجزين من الطرفين، في بادرة حسن نية لتهيئة أجواء المصالحة، بينما تتواصل المفاوضات لإطلاق سراح بقية المختطفين.

رغم التقدم النسبي، يعيش الأهالي في عدد من قرى ريف السويداء الغربي أوضاعاً إنسانية صعبة، بحسب ما نقلته شبكة “السويداء 24″، إذ وردت مناشدات عديدة بسبب تعرض قرى مثل تعارة، الدويرة، الدور، وسميع لهجمات منسقة مصدرها ريف درعا الشرقي، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وسط حركة نزوح للنساء والأطفال والمسنين، وصعوبات بالغة في الوصول إلى مناطق آمنة.

وزارة الداخلية السورية أصدرت بياناً أكدت فيه أن الأحداث الأمنية في السويداء ناتجة عن “تعنّت التيار الانعزالي ورغبته في سلخ المحافظة عن الدولة”، مشددة على ضرورة استعادة هيبة الدولة وتفعيل أجهزتها لضمان الأمن والوحدة الوطنية.

أما وزارة الدفاع السورية، فأعربت عن “بالغ الحزن والقلق” إزاء الأحداث الدامية، مؤكدة أن الفراغ المؤسساتي ساهم في تفاقم الفوضى، وأن الوزارة باشرت نشر وحدات عسكرية في المناطق المتأثرة لتأمين المدنيين وفك الاشتباكات.

وبحسب وكالة الأنباء السورية “سانا” فإن الاشتباكات أدت إلى مقتل عدد من عناصر الجيش السوري أثناء انتشارهم لإيقاف الاشتباكات وحماية الأهالي في السويداء بعد استهدافهم من قبل مجموعات خارجة عن القانون.

وتعود جذور التصعيد الأخير إلى حادثة اعتداء تعرض لها شاب من أبناء السويداء قبل أيام على طريق دمشق – السويداء، حيث احتجزته مجموعة مسلحة من العشائر قرب منطقة “المسمية”، واعتدت عليه بالضرب قبل إطلاق سراحه بحالة صحية حرجة. وعلى إثر ذلك، أقدمت مجموعات محلية على احتجاز أفراد من العشائر، ما فجّر سلسلة من الاحتجازات والاشتباكات المتبادلة، من بينها نصب حواجز مسلحة في حي المقوس وقطع الطريق الرئيسي بين دمشق والسويداء.

وفي ظل هذه التطورات، يترقب الأهالي نتائج الوساطات المحلية بالتعاون مع الجهات الرسمية، وسط دعوات متزايدة لضبط المجموعات الخارجة عن القانون، ومحاسبة العصابات التي تستغل الثغرات الأمنية، للحفاظ على السلم الأهلي في محافظة السويداء، وتفادي انزلاقها نحو الفوضى.

 

اقرأ ايضاً: شيخ عقل دروز السويداء: الانفصال عن الدولة السورية يُعد خطًا أحمر

اقرأ أيضاً: توترات متصاعدة في السويداء: صراع حول الإدارة واحتجاجات نقابية ومطالب للمتقاعدين

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

اشتباكات في السويداءالطائفة الدرزيةالعشائروزارة الدفاع السورية
Comments (0)
Add Comment