أعلنت وزارة الدفاع السورية، في أول بيان مفصّل بشأن أحداث العنف الأخيرة في محافظة السويداء، عن مقتل 18 جنديًا من قوات الجيش السوري وإصابة آخرين، خلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الـ48 الماضية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، العقيد حسن عبد الغني، إن الجنود كانوا يؤدون مهامهم في حفظ الأمن وفض النزاعات، مؤكدًا أن الوزارة تنظر ببالغ الحزن إلى هذه التطورات التي وصفها بـ”المؤلمة”.
وأشار عبد الغني إلى أن ما يجري في السويداء هو نتيجة “فراغ إداري ومؤسساتي” ساهم في تفاقم حالة الانفلات الأمني، وسمح بظهور مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، على حد تعبيره.
وبحسب البيان، أُرسلت تعزيزات عسكرية وأمنية إلى المحافظة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وسط مساعٍ لإعادة ضبط الأوضاع الميدانية والتواصل مع فعاليات اجتماعية ودينية محلية.
وأكد المتحدث العسكري أن نقاط الجيش تعرضت لهجمات “منظمة”، وقال إنها تهدف إلى تقويض عمل الدولة، مشددًا على أن المؤسسة العسكرية “لن تتهاون في ملاحقة المعتدين وإنهاء التوترات”.
في السياق نفسه، نشر وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، تغريدة على منصة (X)، وجه فيها تعليماته للقوات المنتشرة في السويداء، داعيًا إلى حماية المدنيين والممتلكات، والوقوف ضد من وصفهم بـ”العابثين بالأمن”، مشددًا على أن أي تقصير أو تهاون في أداء الواجب سيُحاسب.
وتأتي هذه التطورات عقب تصاعد الاشتباكات بين فصائل محلية درزية ومسلحين من عشائر البدو، في مواجهات دامية أسفرت، وفق مصادر محلية، عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات، وسط انتشار واسع للسلاح وغياب واضح للدور المؤسسي.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية إن قواتها تعرضت لكمائن أثناء تنفيذ مهام لحفظ الأمن، بينما حذرت وزارة الخارجية السورية مما وصفته بمحاولات منظمة لـ”عرقلة دور الدولة” في الجنوب، داعية في بيان رسمي إلى ضبط النفس، وتسليم السلاح، والتعاون مع الجهات المختصة لإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
وتعيش محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، توترات أمنية متكررة منذ سنوات، في ظل تعقيدات اجتماعية واقتصادية وتحديات سياسية ما تزال دون حلول جذرية.
إقرأ أيضاً: تصاعد خطير للاشتباكات واقترابها من مداخل السويداء
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب