شهدت محافظة حمص، ظهر اليوم السبت، خروج آلاف المواطنين من أبناء الطائفة المرشدية في اعتصامين صامتين، نُظّما في حي كرم اللوز داخل المدينة، وبلدة الغسانية في ريفها الجنوبي الغربي، تنديدًا بمقتل شابين من أبناء الطائفة على يد مسلحين مجهولين.
وتأتي هذه التحركات على خلفية الجريمة التي وقعت يوم أمس الجمعة، وراح ضحيتها الشابان هادي محمد قاسم ومحمد وليد درويش، بعد اختطافهما من مكان عملهما في أحد مكاتب توزيع “الأمبيرات” بحي العدوية في مدينة حمص. وأفادت مصادر محلية أن المسلحين قاموا بتكسير محتويات المكتب وسرقة دراجة نارية، وجهاز لابتوب، ومبلغ مالي.
وطالب المعتصمون الأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن مرتكبي الجريمة وتقديمهم إلى العدالة، مشددين على ضرورة وقف الانتهاكات المتكررة بحق أبناء الطائفة، وتوفير الحماية الكافية لهم.
يُذكر أن أبناء الطائفة المرشدية كانوا قد نظموا خلال الأشهر الماضية سلسلة من الاعتصامات في عدد من المناطق، احتجاجًا على تصاعد الاعتداءات التي طالت رموزهم الدينية، بالإضافة إلى توثيق مقتل أكثر من 60 شخصًا من أبنائهم منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأشار المرصد السوري إلى أن عدد ضحايا السلوكيات الانتقامية والتصفية منذ مطلع العام 2025 في محافظات سورية متفرقة بلغ 759 شخصاً، هم: 723 رجلاً، 24 إمرأة، 12 طفلاً، وهذا الإحصاء لا يشمل بالطبع الأحداث الأمنية التي وقعت في الساحل في آذار – مارس الماضي، ولا المعارك مع قوات سوريا الديمقراطية، أو التوترات المتفرقة التي تحصل مع المجموعات الدرزية.
وقبل عدة أيام، أقدم مسلحون مجهولون يستقلون دراجات نارية على توزيع منشورات ورقية تهدد بالقتل في عدد من قرى ريف حمص، وسط تصاعد التوترات الطائفية التي تخيم على المنطقة، في تصعيد خطير للوضع الأمني المتدهور في محافظة حمص.
ووفق مصادر محلية، ظهرت هذه المنشورات في قرى فلة، القانقية، الشرقلية، القبو، والشنية، مستهدفةً بشكل مباشر أبناء الطائفة العلوية، ما أثار حالة من الذعر والقلق بين الأهالي، الذين باتوا يشعرون بأنهم في مرمى خطر داهم.
المنشورات، التي تم تداول صور منها على مواقع التواصل، تضمنت صور سكاكين ورسائل تهديد صريحة تطالب السكان بمغادرة منازلهم تحت طائلة القتل.
إقرأ أيضا: الفرقة 84 قوات خاصة تعرف على هيكلية المقاتلين الأجانب في الجيش السوري
إقرأ أيضاً: عودة داعش إلى الواجهة في سوريا: تجنيد وتسلّح وتحركات إقليمية مقلقة