شهدت قرية تل أعور بريف القامشلي، القريبة من قاعدة حقل رميلان النفطية بريف الحسكة، تحركات أمريكية مثيرة للجدل، تسببت في عواقب سلبية على السكان المحليين. فقد دخلت دورية تابعة للقوات الأمريكية إلى القرية وأجرت استطلاعًا ميدانيًا مع عدد من السكان، مستفسرة عن موقفهم من الحكومة السورية وما إذا كانوا يرغبون بعودتها إلى مناطقهم. هذا التدخل الأمريكي المباشر في الشؤون الداخلية للمواطنين سرعان ما تبعه رد فعل قاسٍ.
فبعد وقت قصير من مغادرة الدورية الأمريكية، دخلت عناصر من استخبارات “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية) القرية. وأفادت مصادر محلية أن هذه العناصر قامت بتفتيش الهواتف المحمولة للمدنيين، واعتقلت عددًا منهم، بعد العثور على صور وفيديوهات تُظهر تأييدًا للحكومة السورية. هذه الاعتقالات تُسلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها السكان نتيجة التحركات الأمريكية في المنطقة.
وقد جرى تداول صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر آليات عسكرية أمريكية تتجول في القرية، مع تجمع عدد من الأهالي حولها. وتُشير مصادر أهلية إلى أن “قسد” تفرض قيودًا أمنية مشددة على السكان في محيط القرى القريبة من قواعد التحالف، حيث تُقام حواجز بشكل متكرر. ويُعرب السكان عن قلقهم من أن “قسد” تسعى لمنع أي تواصل مباشر بين الأهالي والقوات الأمريكية، خاصة خلال الجولات الدورية أو الاجتماعات، حيث تُمارس الترهيب والتفتيش والاعتقال ضد من يعبر عن مواقف سياسية مغايرة أو يُظهر تقاربًا مع الحكومة السورية.
اقرأ أيضاً: التناقض في الموقف الأمريكي من قسد: دمج أم دعم؟