توجه رئيس المرحلة الإنتقالية في سوريا أحمد الشرع اليوم إلى جمهورية أذربيجان في زيارة رسمية تاريخية، هي الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ أكثر من عقدين من الفتور في العلاقات بين البلدين. تعكس هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية السورية، وتأتي في إطار سعي الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء علاقاتها الدولية على أسس من الاحترام المتبادل والتعاون الثنائي. هذا التحول يأتي بعد سنوات طويلة من العزلة والانغلاق التي فرضها نظام بشار الأسد.
خلفية العلاقات المتوترة
على الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وباكو أُقيمت رسميًا منذ عام 1992، إلا أن النظام السوري السابق بقي متحفظًا تجاه أذربيجان. كان تفضيله للانحياز إلى أرمينيا في النزاع الإقليمي المزمن حول إقليم ناغورنو كاراباخ يثير تحفظات باكو، مما أضعف إمكانية تطوير علاقات سياسية أو اقتصادية جادة. خلال سنوات حكم بشار الأسد، لم تُفتح سفارة لأذربيجان في دمشق، وظلت التمثيلية الدبلوماسية محدودة، بينما غاب التعاون الاقتصادي والتجاري تمامًا. كل ذلك حدث في وقت كانت فيه باكو تنفتح على أسواق العالم، مستفيدة من مواردها الضخمة في مجال الطاقة.
آفاق جديدة في العلاقات
تُشكل زيارة الرئيس الشرع إلى باكو نقطة تحول في السياسة الخارجية السورية، وعودة متوازنة إلى الساحة الإقليمية بعد سنوات من التهميش. يرى مراقبون أن هذه الزيارة تهدف إلى “فتح صفحة جديدة” مع القيادة الأذربيجانية، بناءً على المصالح المشتركة. كما تهدف إلى بحث فرص التعاون الاقتصادي في مجالات الطاقة وإعادة الإعمار، وتطوير العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين، وتعزيز التنسيق السياسي، خصوصًا في ظل التبدلات الإقليمية المتسارعة.
اقرأ أيضاً: زيارة غير معلنة: وزير خارجية أبخازيا في دمشق لتعزيز التعاون الثنائي