تثير حملة اعتقالات شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً في ريف القنيطرة الجنوبي توتراً متزايداً، خاصة مع تضارب الروايات حول خلفية المعتقلين. فبينما زعمت القوات الإسرائيلية أن السوريين الستة الذين اعتقلتهم يوم الاثنين الماضي ينتمون إلى فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري، أكدت مصادر محلية وشهادات من الأهالي لـ”المدن” أن المعتقلين لا علاقة لهم بأي تنظيمات عسكرية أو إرهابية.
إقرأ أيضاً: جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتقلنا خلية إيرانية في الجنوب السوري!
الأهالي يؤكدون: مدنيون يعملون في الزراعة والرعي
دحض محمد، شقيق أحد المعتقلين، في حديث لـ”المدن”، الرواية الإسرائيلية بشكل قاطع، مؤكداً أن أشقاءه “مدنيون يعملون في الزراعة ورعي الأغنام، وجميعهم متزوجون ولديهم أطفال”. وشدد على أن لا علاقة للمعتقلين بأي تنظيمات إرهابية أو تعاون مع حزب الله أو فيلق القدس. وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بـ”التدخل العاجل لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تكرار عمليات التوغل واستهداف المدنيين العزّل في القنيطرة”.
إقرأ أيضاً: جنوب سوريا: وسط ضوضاء التطبيع .. إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد
تفاصيل حملة المداهمات الإسرائيلية
جاءت الاعتقالات عقب حملة مداهمات وتوغل عسكري واسعة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، انطلقت من قاعدة “تل أحمر” في بلدة كودنة، وهي إحدى تسع قواعد إسرائيلية تقع ضمن المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة القنيطرة. اقتحمت القوات الإسرائيلية، بمرافقة آليات عسكرية وكلاب بوليسية، قرى رسم القطا، عين الزيتون، والدواية التابعة لبلدة سويسة. نفذت عمليات تفتيش واسعة للمنازل، تخللتها عمليات قنص وانتشار جنود على أسطح الأبنية، مع إطلاق نار كثيف بهدف بث الذعر في نفوس السكان.
إقرأ أيضاً: الشبكة السورية لحقوق الإنسان: تصاعد انتهاكات الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين جنوبي سوريا
ستة معتقلين بينهم طفل ومطالب أممية
أسفرت الحملة عن اعتقال ستة مدنيين، من بينهم طفل يبلغ من العمر 14 عاماً. وقد تم اعتقال كل من أحمد عبد الحميد كريان وعدنان عبد الحميد كريان من قرية الدواية الكبرى، والطفل شادي مروان كريان من قرية عين الزيتون، بالإضافة إلى ميزر الهتيمي وأحمد الهتيمي وعماد الهتيمي من بلدة سويسة. وفي قرية عين زوان، تم اعتقال شابين، أُفرج عن أحدهما لاحقاً بينما لا يزال الآخر قيد الاحتجاز.
يأتي هذا التصعيد بعد أقل من شهر على حملة مشابهة نفذتها قوات الاحتلال في المنطقة ذاتها، أسفرت حينها عن اعتقال ثلاثة مدنيين أُفرج عنهم في اليوم التالي، مما يشير إلى نمط متكرر من العمليات في المنطقة الحدودية.