عمّت حالة من الغضب والاحتجاج قرية المزرعة قرب حي الوعر في مدينة حمص، مساء الأربعاء، عقب اغتيال الشيخ محمد شحود، أحد أبرز علماء الطائفة الشيعية في ريف حمص وسط تضارب في الروايات حول ظروف اغتياله.
تداولت مصادر محلية روايتين حول الحادثة:
الأولى تفيد بأن الشيخ شحود أوقف صباح الأربعاء من قبل جهاز الأمن العام، ثم عُثر على جثمانه مقتولاً بعد ساعات من التوقيف.
بينما تشير الرواية الثانية إلى أن الشيخ قُتل بوابل من الرصاص قرابة الساعة السادسة مساءً أثناء وجوده قرب مغسل للسيارات، ما أدى إلى وفاته على الفور.
وقد خرج أهالي القرية في مظاهرة غاضبة، رفعوا خلالها شعارات نددت بما وصفوه بـ”جرائم القتل على الهوية الطائفية”، مطالبين بكشف ملابسات الجريمة، ومحاسبة المتورطين، ووقف الانتهاكات بحق الشخصيات الدينية والمدنيين.
من جهتها، أصدرت الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع مذهب أهل البيت في سوريا بياناً نعت فيه العالم المغدور، معتبرة أن اغتيال الشيخ يُشكّل “جريمة نكراء” استهدفت “صوت الوحدة والاعتدال”.
وأكد البيان أن الشيخ شحود كان عالماً مجاهداً ورمزاً للتقارب والوعي، محمّلاً الجهات المعنية مسؤولية تعقّب الجناة ومن يقف خلفهم، وإنزال العقوبة العادلة بحقهم.
كما استنكر عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف الجريمة، محذرين من تداعياتها على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، ومطالبين بتحقيق شفاف ومستقل يحول دون تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد بعودة العنف والانقسام في محافظة حمص، التي تعاني أصلاً من تصاعد في حوادث القتل والخطف على خلفيات طائفية.
ويُعرف عن الشيخ الراحل أنه مؤسس أول ثانوية عامة تُدرّس الشريعة الجعفرية الاثني عشرية في سوريا، وكان من أوائل الداعمين لمبادرة “بيوت النور” لتحفيظ القرآن الكريم، فضلاً عن إشرافه على رعاية الطلاب الجامعيين المحتاجين، حيث تكفّل بنفقات تعليمهم طوال فترة دراستهم، وكان منزله أول مكان يتعلم فيه الأطفال القراءة والكتابة وقراءة القرآن قبل دخولهم المدارس الحكومية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه محافظة حمص تصاعداً في التوترات، وسط سلسلة من حوادث القتل والخطف والتجويع على أسس طائفية.
اقرأ أيضاً: الأقليات في سوريا ما بعد سقوط نظام بشار الأسد: تحديات التمثيل وبناء الثقة الوطنية
اقرأ أيضاً: تمهيدًا لعمليات تهجير قسري وتغيير ديمغرافي.. حملة أمنية في قرية شيعية بريف حمص