داما بوست | جعفر مشهدية
نفت ميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي شمال شرق سورية مشاركتها في الحرب ضد الجيش الروسي بأوكرانيا، بعد انتشار معلومات عن تحشيد مجموعات من “عناصرها” لنقلهم إلى جبهات القتال.
وجاء في بيان الميليشيا بحسب وسائل الإعلام أن الأخبار المتداولة بهذا السياق “أخبار مختلقة ومدسوسة” مضيفاً “تلك التحركات المزعومة لا تتماشى مع الأولويات الوطنية (لقوات سوريا الديمقراطية) في الكفاح ضمن الأراضي السورية لحماية المنطقة وسكانها، وقواتنا غير مهتمة بالقضايا الأخرى خارج سورية”.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر لم تسمها، “قامت الولايات المتحدة الأميركية بنقل نحو 650 من مسلحي المليشيا الموالية لها في شرق سورية إلى أوكرانيا، عبر إقليم كردستان العراق، دون تفاصيل إضافية”.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء محمد عباس لـ “داما بوست” أن نفي قسد تورطها بالقتال في أوكرانيا، لا يُلغي أنها جزء من شركة بلاك ووتر الأميركية التي تعمل على امتداد العالم، وهي من تختار كيف تنظم عمل المجموعات التابعة لها، وبالتالي قسد لا تتعدى كونها عصابة من عصابات الشركة، ويتم استثمار عناصرها بإرادة أميركية بالزمان والمكان المناسبين، مثل باقي الفصائل الإرهابية الأُخرى التي تنفذ المشروع الأميركي ضد سورية، ولا يوجد أي تناقض بين مكوناته سوى التناقض الترويجي الإعلامي، أما من تحت الطاولة فالهدف واحد وهو تخديم مصالح أميركا المتعثرة حالياً في سورية.
ويرى “عباس”.. أن “قسد تمارس اليوم عدوانها على الشعب السوري كفصيل متقدم ضمن المشروع، لا تملك الاستقلالية لتنفصل عن أميركا فهي ليست ذات شخصية اعتبارية، بل هي أداة بيد أميركا وتمارس نشاطها وفق المخطط الذي وضعته الـ cia وبلاك ووتر، و”الموساد” الذي يستثمر بدوره مشروعها لتحقيق أهدافه”.
ويضيف الخبير الاستراتيجي أن “الأميركي يسعى اليوم لتشكيل منظومة عسكرية جديدة شرق سورية، لن تكون بديل عن قسد لكنها ستكون مُكمله لها، مع تطعيمها ببعض الفصائل الإرهابية، وذلك بعد رفض بعض العشائر العربية العمل تحت إدارة قسد، إضافة لهدف آخر وهو منح بعض الاستقلالية لبعض العشائر التي وافقت على مشروع أميركا الجديد وبالتالي الإكثار من عدد المجموعات المسلحة، وهناك إمدادات عسكرية متواصلة لتشكيل هذا الكيان الهلامي تحت اسم جيش سوريا الحرة، مع الاحتفاظ بضبابية الصورة حول “داعش” والعمل على إدخال عناصره في التشكيل الجديد”.
وحول التهديد التركي لقوات “قسد” شرح اللواء “عباس” أن “قسد بشكل أو بآخر تشكل دعامة للمشروع التركي ضد سورية، فتركيا تستثمر بمواقف قسد الانفصالية، وأنقرة وواشنطن وقسد يتبادلون الأدوار حول استهداف سورية من أجل تعزيز مكاسبهم الجيوسياسية، وللدقة فإن قسد تشكل تهديداً جيوسياسياً لجميع دول المنطقة، وهي مشروع انفصالي متطور بهدف إقامة كيان صهيوني جديد يهدد الأمن الإقليمي، وتركيا تلعب لعبة تدوير الزوايا مع قسد عبر استثمار تحركاتها بحجج واهية للعدوان على سورية ورفض الانسحاب من الشمال، ويضاف إلى كل هذه التفاصيل، الرغبة الأميركية بالاحتفاظ بورقة قسد للضغط على تركيا لاستمرار المنطقة في حالة الاشتعال وإطالة أمد الحرب ضمن سورية والإقليم.