داما بوست _ كاترين الطاس| ارتفع عدد البسطات في شوارع دمشق، في ظل ظروف الانهيار الاقتصادي وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.. فلم تعد البسطات مقتصرة على مناطق “الكراجات” والأحياء الفقيرة فقط، بل امتدت لتغزو أيضاً الكثير من مناطق العاصمة، كشارع الحمراء والمرجة والبرامكة والطلياني وغيرها..
وهذه البسطات ليست متخصصة ببيع سلع معينة، بل تبيع كل ما يحتاجه السوريون من ألبسة وسلع غذائية وأدوات تنظيف وتجميل، والتي لقيت إقبالاً جماهيرياً نتيجة قربها من الأماكن المأهولة بالمارة، وأسعارها المنخفضة.
وعلى الرغم من قيام محافظة دمشق أكثر من مرة بإزالة هذه البسطات، لكنها في كل مرة تعود وبقوة.. مما دفع المحافظة للبدء بحملة شديدة وإزالتها بشكلٍ نهائي.
“داما بوست” تواصلت مع مديرة دوائر الخدمات في محافظة دمشق “ريما جورية”، والتي أكدت بأن هذه المرة قامت المحافظة بإطلاق حملة قوية والسبب هو إعادة ألق المدينة، قائلة: “يجب أن نعيد مظهر المدينة الجميل، فأصبحنا لا نجد مكاناً فارغاً على الرصيف للمشي، ولذلك قررنا إزالة البسطات، وأيضاً من أجل تفعيل الأسواق التفاعلية لأن أغلب البسطات لذوي الشهداء وجرحى الحرب ونسبة منهم عشوائية”.
وتابعت: “نحن فعّلنا 10 ساحات تفاعلية موزعة بمحيط مدينة دمشق كلها وبدأ الناس بالتسجيل، وفي 1 تموز سيتم التسليم، فهذه الساحات تعتبر تنظيم للبسطات”، لافتة إلى أنه من يرغب بالتسجيل عليه أن يراجع مديرية الأملاك بمحافظة دمشق لكي يتقدم بطلب من أجل الحصول على رخص موسمية.
وأكملت جورية حديثها: “نحن نقوم يومياً بثلاث ورديات تجوال في المدينة ولا ننتهي قبل الساعة الواحدة ليلاً من أجل مكافحة الإشغالات، والآن فقط موجود أكشاك نظامية وبنهاية شهر حزيران الجاري تنتهي عقود هذه الأكشاك مع مديرية الأملاك وبعدها ستتم إزالة جميع الأكشاك أيضاً”.
وأشارت مديرة دوائر الخدمات في نهاية حديثها بأن هذه الحملة في جميع المحافظات السورية لأنه توجيه عام من رئاسة الوزراء.
ولاقى قرار محافظة دمشق بإزالة البسطات، ردود فعل متباينة من قبل المواطنين، بينهم من أيدها لما سببته من ازدحام في الشوارع وعلى الأرصفة، وآخرون عارضوها، معتبرين أن آلاف الأسر تعتاش منها، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.