على رصيف الحياة.. سبعينية تكسب رزقها من صنع وبيع أطباق القش في حمص

داما بوست -خاص-عمار ابراهيم| يشاهد سكان القسم الشرقي من مدينة حمص بشكل شبه يومي امرأة سبعينة تتجول في أحيائها المختلفة وتتخذ من أرصفتها مكاناً لصنع أطباق القش وبيعها للمارة وربات البيوت على حد سواء.

واكتسبت السيدة نظمية الحسن شهرة كبيرة في تلك الأحياء، وهي التي ظلّت طيلة سنوات ماضية تعمل في مختلف الظروف والأحوال الجوية لتكسب رزقها من مهنة اعتادت ممارستها حتى باتت جزءاً من كيانها، وهي صنع الأطباق والأغطية القماشية، فالعمل لا يعيبُ صاحبه مهما كان، والأوضاع الاقتصادية الراهنة بالغة الصعوبة تتطلب التكاتف من جميع أفراد الأسرة، تقول نظمية الحسن

وقالت السيدة نظمية المكنّاة بأم عدنان، خلال حديثها ل “داما بوست”: “تعلمت مهنة صنع أطباق القش وتطريز الأغطية القماشية من والدتي رحمها الله في سنوات ما قبل الزواج، لكن ظروف الحياة والتفرغ للعائلة دفعتني للتوقف فترة من الزمن”.

وتابعت أم عدنان: “الحمدلله على كل حال، لكن الظروف التي مرت علينا منذ عدة سنوات ماضية جعلتني أتخذ قراري بالعودة للعمل بهذه المهنة، والاعتماد عليها كمصدر رزق يعيل عائلتي”.

ولا تخفي الجدّة والأم لتسعة أبناء وجود بعض الصعوبات في عملها، فالجلوس لساعات طويلة يسبب بعض آلام الظهر، سيما وأن عينيها لم تعد تساعدها على النظر كما في السابق، بالإضافة إلى أن الصناعات اليدوية التراثية كصنع أطباق القش أخذت تتراجع نتيجة تطور الصناعة، لكن الكثيرين من محبي هذه المقتنيات لا يزالون يفضلونها ويستخدمونها كزينة في المنازل، وهذا ما يجعلها تستمر في العمل.

وتحكي أم عدنان بعض تفاصيل عملها، بدءاً من الحصول على قطع القماش من محال الخياطة، وأحياناً يكون ذلك بشكل مجاني وأحياناً أخرى بأسعار متفاوتة، حيث أنه لم يعد في قاموس السوري شيء يباع ببلاش، حسب تعبيرها.

أطباق القش تستغرق أزمنة متفاوتة

وتقضي السيدة السبعينية أكثر من 20 يوماً، للانتهاء من تنفيذ طبق القش الكبير، ونحو 5 أيام حتى تنهي السلة، بينما يستغرق المفرش القماش نحو 7 أيام.

ولأن عدد المارة يختلف بحسب التوقيت والمناسبات في هذا القسم من المدينة، ومع عم قدرتها المالية على استئجار محل خاص بها، تتنقل أم عدنان مع عربتها بشكل مستمر بين أحياء منطقة الزهراء أملاً ببيع بعض المنتجات، غير آبهة بالطقس وتقلباته، “فمحل ما بترزق ألزق”، حسب تعبيرها.

وتستيقظ أم عدنان باكراً تمام الساعة السابعة صباحاً لتنهي الأعمال المنزلية، فقبل كل شيء هي ربة منزل وأم، ولا يجب أن يطغى طلب الرزق على اهتمامهاة بمنزلها وعائلتها، ومن ثم تخرج لتفترش الأرض بجانب مطعم في حي الأرمن، أو قرب ساحة الزهراء تنتظر الفرج للعباد والبلاد.

ويشاهد السوريون في مختلف المحافظات نماذج كثيرة من أم عدنان، من نساء رفضن الجلوس في منازلهن بظل الظروف الاقتصادية الراهنة، عازمات على إعالة أسرهن، رافضات أن يبقين أسيرات الجدران، مكافحات من أجل لقمة العيش والرزق الحلال.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

أطباق القشحمصسبعينية
Comments (0)
Add Comment