في تحليل وصفه مراقبون بأنه “صرخة إنذار وطنية”، كشفت منصات تطبيقات لذكاء الاصطناعي عن أرقام صادمة لحرائق الغابات التي اجتاحت الساحل السوري، واضعاً إياها في مصاف الكوارث الكبرى مثل الزلازل أو البراكين في المدن المأهولة.
الحرائق، التي امتدت على مدى أيام في مناطق حيوية في ريف اللاذقية، تسببت في دمار بيئي واقتصادي بالغ، وقد لا تنجح البلاد في التعافي منه قبل مرور عقود طويلة.
أرقام تُجسد الكارثة
يُقدم الذكاء الاصطناعي أرقاماً تعكس عمق الفاجعة:
- 10 آلاف هكتار من الأراضي المحترقة: تعادل مساحة مدينة دمشق، وهو ما يُبرز شدة الدمار الذي طال الغطاء النباتي.
- خسائر مادية تفوق 150 مليون دولار: رقم أولي مرشح للارتفاع مع اتضاح الأثر طويل المدى على الزراعة والبنية التحتية.
- آلاف العائلات فقدت مصادر رزقها: بعد احتراق الأراضي الزراعية، أصبح مستقبل هذه العائلات مهدداً بانعدام الأمن الغذائي والاقتصادي.
- خسارة 6% من الغطاء النباتي في سوريا: ما قد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتهديد مصادر المياه الجوفية بالتلوث أو الجفاف.
- تضاعف خطر التصحر أربع مرات: مع زوال الغطاء الأخضر، تصبح التربة مكشوفة وأكثر عرضة للتآكل والتحول إلى أراضٍ قاحلة.
- انقراض 4 أنواع نادرة من الحيوانات: اختفاء مواطنها الطبيعية أدى بها إلى الانقراض، ما يُخلّ بالتوازن البيئي.
- أضرار فادحة في الزراعة والعسل: اختفاء المحاصيل وتدمير خلايا النحل يهدد بارتفاع أسعار الغذاء وتراجع إنتاج العسل.
التعافي قد يطول لجيل.. وأكثر
تحذر مخرجات الذكاء الاصطناعي من أن إعادة تأهيل المناطق المتضررة تتطلب استثمارات لا تقل عن 100 مليون دولار، إلى جانب بنية مؤسسية متطورة تعتمد على حلول بيئية حديثة، لكن الأخطر من الكلفة هو الزمن، إذ يُقدر أن سوريا بحاجة إلى 70 عاماً على الأقل للتعافي الكامل من آثار هذه الكارثة، حتى في حال توفر الدعم اللازم والموارد الكافية.
أزمة وجودية.. تتجاوز الساحل
لا تقتصر تداعيات الكارثة على الساحل السوري، بل تهدد الأمن الغذائي على المستوى الوطني، وتضع ضغطاً متزايداً على الموارد المائية والتنوع البيولوجي، في ظل ضعف الإمكانيات المحلية للاستجابة السريعة.
وصف الذكاء الاصطناعي الحرائق بأنها “تهديد وطني وجودي” يبدو دقيقاً ومطابقاً لحجم الكارثة، وسط تساؤلات عن مدى قدرة سوريا على النهوض من هذه المحنة في ظل أزماتها المتعددة.
ويُشار إلى أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وفرق الإطفاء الحراجي تواصل، لليوم السادس على التوالي، عمليات مكافحة حرائق الغابات في محافظة اللاذقية، بمشاركة فرق إطفاء تركية وأردنية، ودعم جوي من طائرات سورية، وتركية، وأردنية، ولبنانية.
فهل تستوعب الدولة السورية عمق هذه الكارثة؟ وهل يشهد المستقبل القريب تحركاً وطنياً ودعماً دولياً بحجم التحدي؟
أسئلة تبقى مفتوحة، بينما تبقى النيران مشتعلة في الذاكرة، حتى وإن انطفأت في الغابات.
اقرأ أيضاً: منظمة الزراعة تُقيم أضرار حرائق الساحل: خسائر فادحة ونزوح واسع
اقرأ أيضاً: ريف اللاذقية يحترق: 5600 هكتار تلتهمها النيران و”أنصار السنة” يتبنى الحرائق