غادرت، آخر العائلات المتبقية في مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية–العراقية، متوجهة إلى مدن وبلدات ريف حمص الشرقي، لتُعلن بذلك نهاية وجود المخيم سيئ الصيت الذي عُرف بتردي أوضاعه الإنسانية طاوياً آخر فصول معاناة امتدت لسنوات.
وقال خالد حسن، أحد العائدين إلى مدينة القريتين، إن آخر دفعة من السكان وصلت إلى المدينة قادمة من المخيم، مشيراً إلى أن عملية الإخلاء بدأت تدريجياً منذ سقوط النظام السابق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، واستمرت على مراحل حتى اكتمالها.
وأوضح حسن أن غالبية العائدين هم من أبناء مناطق ريف حمص الشرقي، ولا سيما الشعيرات والقريتين، والذين اضطروا للنزوح إلى البادية قبل نحو عقد، هرباً من العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة آنذاك.
وأشار إلى أن الكثير من العائلات العائدة لم تجد منازل تؤويها بسبب التدمير الواسع الذي طال القرى والممتلكات، إضافة إلى ما وصفه بحالات “النهب والسلب” التي تعرّضت لها ممتلكاتهم خلال السنوات الماضية، مما دفع عدداً منهم إلى نصب خيام مؤقتة في أماكن العودة.
ويُذكر أن مخيم الركبان أُقيم عام 2014 بالقرب من قاعدة التنف العسكرية في المنطقة المعروفة باسم “الـ55 كم” عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، بعد موجة نزوح واسعة من ريفي حمص وحماة الشرقيين، وواجه على مدى سنوات حصاراً خانقاً من مختلف الجهات وصعوبات إنسانية شديدة.
وبإخلاء المخيم بشكل كامل، تُطوى صفحة واحدة من أطول وأصعب فصول النزوح الداخلي في سوريا، وسط تساؤلات حول مستقبل العائلات العائدة، وإمكانية توفير الدعم اللازم لها لإعادة الاستقرار في المناطق التي غادرتها قسراً قبل أكثر من عشر سنوات.