كان الصيام معروفاً عند الحضارات والأقوام القديمة حيث كانت فكرة الإمساك عن الطعام والشراب لينالوا بركات السماء ورضاها عنهم واعتبروها وسيلة لتطهير الذات الإنسانية.
ولفتت وجدان إلى أن المصادر الدينية تشير الى ان الصيام عرف بعد الطوفان زمن النبي نوح الذي صام شكرا لله وتتحدث هذه المصادر أيضاً عن لجوء الأنبياء ادريس وابراهيم وموسى ويحيى وداود وعيسى وغيرهم للصيام بصورة مستمرة ولأيام متفاوتة.
أما المصادر التاريخية فتخبرنا وفق الدكتورة وجدان أن العرب في الجزيرة العربية عرفوا الصيام قبل الإسلام فكانوا يصومون ثلاثة أيام كل شهر قمري 13-14-15 ويسمونها بالأيام البيض.
وبينت وجدان أن الصيام عند الكهنة الفراعنة في مصر القديمة كان يتراوح بين ستة أسابيع أو ثلاثين يوماً حيث تختلف كل عشرة أيام عن الأخرى من الصوم عن اللحوم أو مواد غيرها أما الصيام عند الإغريق فكان متميزاً حيث وردت بعض الملاحظات في أدبيات كبار الفلاسفة أنهم كانوا صوامين منهم سقراط -أبو قراط- هيرودوتس الذين كانوا ينصحون الناس بالصيام كعلاج بديل عن الدواء.
وتبين الدكتورة وجدان أن اتباع الفلسفة الطاوية في الصين كانوا يرحبون بالصيام ويسمونه بيغو حيث كانوا يمتنعون عن المأكولات ويرافق صيامهم الدعاء والحمية واستخدام طرق خاصة للتنفس ضمن رياضة روحية لترويض النفس.
وتعرض الدكتورة وجدان عادات الصيام عند الحضارات القديمة في منطقتنا فالفينيقيون كانوا يصومون كل يوم خامس أو سابع من كل شهر أما في اليمن فكان الناس في مملكة سبأ يصومون شهراً كاملاً في السنة للتقرب من “سين” إله القمر ويختمون الصيام بالاحتفال والذبائح والصدقات.
وتخلص الدكتورة وجدان إلى أن معرفة الإنسان القديم بالصيام واستخدامه له بأشكال متعددة وفي حضارات متباعدة تعكس وعياً مبكراً بأهمية هذه الممارسة على الصعيد الجسدي والروحي.
ميس العاني