حرائق اللاذقية تتوسع رغم جهود الإخماد.. تضاريس وعوامل مناخية تعقّد المهمة

تواصل فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري، لليوم الثالث على التوالي، جهودها المكثفة للسيطرة على الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي، وسط تحديات ميدانية بالغة الصعوبة ناجمة عن تضاريس جبلية وعوامل مناخية قاسية، إلى جانب مخاطر انفجار الذخائر غير المنفجرة ومخلّفات الحرب.
ودفعت سرعة الرياح والجفاف إلى توسّع كبير في رقعة النيران، ما أجبر السلطات على إجلاء قرى مهددة بالكامل، وقطع طرق رئيسية، في مقدمتها الطريق المؤدي إلى ناحية البسيط.

وتوزعت فرق الإطفاء على ثلاثة محاور رئيسية: بللوران، البسيط، وقسطل معاف، الذي يشهد أعنف الحرائق حتى الآن.

وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، الذي يشرف ميدانياً على عمليات الإخماد إلى جانب محافظ اللاذقية محمد عثمان، إن فرق الإطفاء تواجه أكثر من أربعين حريقاً في نحو عشرين منطقة سورية، أبرزها حريق قسطل معاف.

وأكد في تصريح لوكالة “سانا” أن السيطرة الكاملة على النيران ما تزال مرهونة بعوامل الطقس، ولا سيما سرعة الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة.
ومن جهته، أوضح مدير المنطقة الشمالية للدفاع المدني، مصطفى جولحة، أن الحرائق بدأت من قرية الإمام، ثم امتدت باتجاه قسطل معاف وقُرى مجاورة مثل السرايا وطربجق والحلوة، ما تسبب بإغلاق طرق حيوية وتهديد مناطق مأهولة.
وفي ظل تصاعد خطر النيران، باشرت فرق إطفاء تركية، صباح السبت، دعم عمليات الإخماد، في إطار تنسيق مباشر مع وزارة الطوارئ السورية.

وشملت المساعدات طائرتين مروحيتين و11 آلية، بينها 8 سيارات إطفاء، تم توجيهها إلى المناطق الأكثر تضرراً، بعد أن تأخّر وصولها نتيجة اندلاع حرائق داخل الأراضي التركية مساء الجمعة.

وأشار الوزير الصالح، عبر منصة “إكس”، إلى أنه عقد اجتماعاً ميدانياً مع الجانب التركي في منطقة “ييلا داغ” الحدودية، بهدف تنسيق الجهود المشتركة، معرباً عن أمله في أن يسهم الدعم الخارجي والمحلي في الحد من توسّع الحرائق.
على الأرض، تنتشر 62 فرقة من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحراجي، إلى جانب تعزيزات بآليات ثقيلة وملاحق تزويد بالمياه من مختلف المحافظات، وسط استمرار الحرائق في قرى التفاحية والروضة والميدان، ومحيط بلدة ربيعة، مع بقاء النيران خارج السيطرة في عدة مناطق بسبب وعورة التضاريس واشتداد الرياح.


كما شهدت بعض المناطق، مثل محيط قرية التفاحية، انفجارات ناتجة عن ألغام ومخلفات حرب، ما يشكّل تهديداً مباشراً لسلامة فرق الإطفاء ويزيد من صعوبة الوصول إلى البؤر النشطة.

 

اقرأ أيضاً: حرائق غير مسبوقة في سوريا: أكثر من 3500 حريق خلال ثلاثة أشهر

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

الدفاع المدني السوريحرائق اللاذقيةدعم تركي
Comments (0)
Add Comment