في مقابلة نادرة اتسمت بالصراحة والجرأة، تحدّث الفنان السوري عباس النوري عن محطات مفصلية في حياته الفنية والشخصية، كاشفاً عن خيبة أمله من مسلسل باب الحارة، ومعاناته في بيئة فنية وصفها بـ”المليئة بالمخبرين”، إضافة إلى آرائه السياسية ورؤيته لمستقبل سوريا بعد مرحلة الأسد.
الفن بالصدفة… والنجومية من “أيام شامية”
استرجع النوري بداياته الفنية، ضمن برنامج “عندي سؤال” قائلًا إن دخوله التلفزيون عام 1976 لم يكن عن حلم مسبق، بل جاء بالصدفة عبر مسلسل قصير بعنوان سمر، مشيرًا إلى أن أول أجر تقاضاه أنفقه على دخان وبنطال، مؤكدًا أن الفن كان وسيلته للتعبير لا وسيلة للثراء.
وأشار إلى أن مسلسل أيام شامية مثّل نقطة تحوّل حقيقية في مسيرته، بينما كانت مشاركته في باب الحارة، وتحديدًا في جزئيه السادس والسابع، “تحت ضغط إنتاجي ومن دون قناعة”، موضحًا أن العمل تحوّل إلى “مشروع تجاري فاقد للروح الدرامية”.
خيبات السياسة… وخوف من الداخل لا من النظام
في جزء لافت من المقابلة، تحدث عباس النوري عن تجربته في ظل النظام السابق، مؤكدًا أنه لم يكن يخشى المخابرات أو بشار الأسد، بل كان الخوف الحقيقي من زملائه في الوسط الفني:
“الوسط الفني السوري مليء بالمخبرين… التقارير كانت تُكتب من الداخل”.
وانتقد النوري الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، واصفًا إياه بـ”المعيّن لا المنتخب”، ومحذرًا من إعادة إنتاج نسخة ثانية من النظام السابق:
“الشرع إذا انفرد بالحكم، يصنع نسخة أخرى من بشار… السوريون يريدون انتخابات حرة تحمي الفسيفساء السورية”.
وأبدى خشيته من غياب سلطة وطنية قادرة على حماية وحدة البلاد، قائلاً:
“أخاف من التقسيم أكثر من أي شيء… لا بد من سلطة قوية قادرة على حماية الأرض والمكونات”.
زوجة داعمة وطفولة صعبة
تحدث النوري أيضًا عن نشأته في بيت فقير مزدحم بسبع عائلات، وعن معاناته من عقدة النقص خلال دراسته، وعن قصة حبه وزواجه من الكاتبة عنود خالد رغم رفض عائلتها، واصفًا إياها بـ”الحب الأول والأخير”، وموجهًا لها الشكر على وقوفها إلى جانبه طوال 35 عامًا.
الدين، الإيمان، والسوشيال ميديا
في مواقفه الفكرية، أكد النوري رفضه للمقدسات الموروثة، داعيًا إلى إيمان عقلاني مبني على القناعة:
“الإيمان الحقيقي لا يُورث… بل يُبنى بالعقل والأسئلة”.
كما انتقد بشدة وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا إياها بأنها “سجن كبير” كَشَف عن أمراض المجتمع، رغم أنها منابر مفتوحة للجميع.
حول الجيش والمرحلة الانتقالية
واختتم عباس النوري حديثه بتحذير من تصفية الحسابات بعد سقوط النظام:
“من يجب محاسبته فرّ خارج البلاد… أما الجنود فهم مواطنون ظلموا مرتين، ويجب احتضانهم لا ملاحقتهم”.
اقرأ أيضاً: سلاف فواخرجي تتألق في تكريم أسمهان