انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الطبي الدولي الثالث والعشرين، الذي تُنظمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، تحت شعار “معًا لبناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا”. يُعقد المؤتمر لأول مرة في سوريا على مدرج جامعة دمشق، ويستمر لثلاثة أيام.
منصة للتعاون والمعرفة
يتضمن المؤتمر جلسات علمية لمختلف التخصصات الطبية، ويشمل للمرة الأولى مؤتمرًا علميًا للأسنان. يهدف الحدث إلى توفير منصة شاملة تجمع الأطباء، الأكاديميين، والخبراء في المجال الإنساني لتبادل المعرفة، تعزيز التعاون، وبحث حلول مبتكرة للنهوض بالقطاع الصحي السوري.
التزام حكومي ودعم دولي
أكد وزير الصحة، الدكتور مصعب العلي، في كلمته الافتتاحية على أهمية المؤتمر في هذه الفترة التي تتطلب توحيد الجهود لتحسين الواقع الصحي السوري. وأكد التزام الوزارة بالتعاون والتنسيق مع المنظمات والجمعيات ودعم كل الجهود التي تسهم في تعزيز الخدمات المقدمة.
أوضح الدكتور العلي أن الوزارة تعمل على تعزيز الرعاية الصحية الأولية، والتدريب والتأهيل على أسس علمية معاصرة، وتأمين الأدوية وتسهيل إجراءات تصنيعها محليًا. كما أشار إلى مساهمة الوزارة بالتعاون مع الشركاء في تنفيذ أكثر من 1200 عملية جراحية نوعية، على الرغم من نقص الكوادر البشرية والمعدات، بالإضافة إلى إنجاز مسوح وطنية وتزويد المشافي والمراكز بمئات الأجهزة الطبية وسيارات الإسعاف.
من جانبه، بيّن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مروان الحلبي، أن المؤتمر يمثل “وثيقة انتماء وخارطة طريق نحو تفاعل حقيقي بين داخل سوريا وخارجها”. وأكد أهمية التعاون لتعزيز التواصل العلمي والميداني عبر برامج التدريب والتعليم الطبي المستمر، وحاجة سوريا إلى العقول والخبرات للنهوض بها وإعادة بنائها.
رسالة أمل والتزام بالمستقبل الطبي لسوريا
بدوره، أوضح رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية، الدكتور عارف الرفاعي، أن هذا المؤتمر “أكثر من مجرد حدث علمي”، فهو يشكل “رسالة حياة وأمل نوجهها من قلب دمشق إلى كل طبيب وطبيبة وكل طالب وطالبة حلموا بأن يكون لهم دور في إعادة بناء وطنهم”. وأكد إيمان “سامز” بأن العلم والتعاون هما الطريق نحو مستقبل أكثر صحة وإنسانية، والتزامهم بمواصلة العمل جنبًا إلى جنب لدعم القطاع الطبي السوري بكل الخبرات والإمكانات.
أشار رئيس المؤتمر، الدكتور نضال وهر، إلى أن المؤتمر يحمل رسالة إنسانية ودعوة لجميع العاملين في القطاع الصحي للمساهمة في نهضة سوريا الطبية من خلال العلم والتعاون والخدمة. يشارك في المؤتمر أكثر من 600 طبيب، منهم 300 سوريون قدموا من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى 60 طالبًا وطالبة شاركوا ببحوث علمية ستُطرح خلال المؤتمر.
من جهته، أوضح نقيب أطباء سوريا، الدكتور مالك العطوي، أهمية المؤتمر في تعزيز الروابط بين الأطباء المغتربين. وبيّن سعي النقابة لتنظيم العمل الطبي وتطوير المهنة من خلال الدعم الطبي المستمر، وحفظ كرامة الطبيب ومد الجسور مع المنظمات والجمعيات خارج سوريا لتبادل الخبرات في المجالات العلمية والتدريبية.
إنجازات وتطلعات مستقبلية
حضر افتتاح المؤتمر وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، ورئيس جامعة دمشق الدكتور مصطفى صائم الدهر، وعدد من المعنيين.
خلال مؤتمر صحفي عقب الافتتاح، أوضح عدد من أعضاء الجمعية التزامهم بدعم القطاع الصحي في سوريا، وتسليط الضوء على المشاكل التي يعاني منها الأطباء داخل سوريا، والاستثمار في الإنسان في المجال الطبي من خلال التدريب والتأهيل المستمر. وأشاروا إلى تقديم أكثر من 30 مليون خدمة طبية خلال السنة الماضية عبر 12 مستشفى وأكثر من 30 نقطة طبية، وتشكيل لجان علمية ومعهد لتقديم المحاضرات العلمية بشكل مستمر. كما بينوا أن العمل جارٍ بالتعاون مع وزارة الصحة ونقابة أطباء سوريا حول آلية تعديل شهادات الطب الحاصلين عليها من خارج سوريا.
يذكر أن “سامز” هي منظمة طبية إنسانية غير ربحية، تأسست عام 1998 من قبل أطباء سوريين أمريكيين ملتزمين بتقديم الخدمات الطبية والإنسانية للمحتاجين في سوريا والدول المجاورة، بهدف دعم المجتمعات المتضررة من الأزمات الإنسانية.
أقرأ المزيد: نصائح للبقاء رطباً وصحياً في الصيف: عادات صحية عليك اتباعها