“المدنيون يدفعون الثمن”.. الحسكة عطشى بسبب ميليشيات الاحتلالين

داما بوست | الهام عبيد

يُعاني مليون مدني في مدينة الحسكة وضواحيها، وبلدة تل تمر وقُراها، والرّيف الغربي من المُحافظة، من انقطاع تام لمياه الشّرب، نتيجة توقّف محطّة علوك بريف رأس العين التي يسيطر عليها المُحتل التّركي عن العمل.

ويؤكد الصّحافي عطية العطية من الحسكة لـ “داما بوست” أن المدنيين يدفعون ثمن الصراع العسكري والسّياسي، بين قوّات “قسد” الموالية للجيش الأمريكي من طرف، وفصائل ما يُسمّى “الجيش الوطني” أو “الجيش الحر” التّابعة للاحتلال التّركي من طرف آخر.

ويضيف: “في ظل صمت دولي، هناك كارثة إنسانية في طريقها نحو أهالي المُحافظة، فانقطاع المياه وارتفاع درجات الحرارة مُسبّبان أساسيان في انتشار الأمراض والأوبئة كالجائحات، والإسهالات”.

ويُسيطر المُحتل التّركي على محطة مشروع آبار علوك، منذ الشهر 11 من عام 2019، على حين تُسيطر ميليشيات “قسد” على محطّة تحويل كهرباء مدينة الدّرباسية شمالي الحسكة، وهي المحطة الخاصّة بتغذية محطة علوك، المصدر الرئيس والوحيد لتزويد المدنيين بمياه الشرب.

بينما يلقي هذا التّنافس بين طرفي الاحتلال بثقله على الأهالي، ويضعهم في متاهة تأمين المياه عن طريق صهاريج خاصّة، يتلاعب أصحابها بجودة المياه من جهة، وسعر الصّهريج من جهة أخرى، في ظل أوضاع اقتصادية مُتردّية يواجهها الشّعب السّوري عموماً.

وعن أسعار التّعبئة يوضح العطية قائلاً: “وصل سعر الخزّان 5 براميل إلى 20 ألف ليرة، على حين وصل طرد المياه المعدنية إلى 12 ألف ليرة، من دون أي رقابة حتى على صلاحية المياه التي يعتمد أصحاب الصّهاريج في تعبئتها مياه الآبار المُنتشرة في مُحيط الحسكة”.

وعن إجراءات الحُكومة السّورية بيّن العطية أن “الوضع لا يشمل المناطق التي تسيطر عليها الدّولة السّورية، فسكان وسط الحسكة يعتمدون محطات التّحلية المُنتشرة بمركز المدينة، والبالغ عددها 12 محطة، ركبتها المُنظمات الدّولية و4 منها ركبتها الحُكومة، إضافة إلى ما يزيد على 400 خزان تُشرف المُنظمات الدّولية على تعبئتها بالتّنسيق مع فرع الهلال الأحمر السّوري، وبإشراف مؤسسة المياه لضمان جودتها”.

أمّا عن البدائل أوضح الصّحافي أنه “لا بديل عن محطّة علوك، لذا يجب تحيّيدها عن الصراعات العسكرية، وتسليمها إما لمُنظمة “اليونسيف” أو للجيش الرّوسي، حتى تحرير المنطقة واستعادة الجيش العربي السّوري لها”.

وتستمر الحلول الإسعافية، إلا أنها لن تُنقذ المنطقة من الكارثة التي يتسبّب بها التّركي والأمريكي وأذرعهما في المنطقة، والتي تُعدّ انتهاكاً لكل الأعراف والقوانين الدّولية والإنسانية، وعليه طرح الصّحافي عطية العطية “هاشتاغ” “أرفعوا أيديكم عن مياه علوك الحسكة عطشانة” في دعوة للمُنظمات الدّولية العاملة في المجال الإنساني، وهيئات الأمم المُتحدّة، للتدخُّل وإنهاء أزمة المياه.

Comments (0)
Add Comment