شهدت أسواق الأضاحي واللحوم في محافظة طرطوس ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث ارتفع سعر كيلو لحم الأضاحي من 50 ألفاً إلى 60 ألف ليرة خلال أيام قليلة، بعد أشهر من الاستقرار.
وفي جولة لمراسل “الوطن” على الأسواق المحلية، أكد عدد من تجار اللحوم أن أسباب هذا الارتفاع تعود بشكل أساسي إلى الجفاف وقلة المراعي، ما أجبر المربين على الاعتماد بشكل شبه كامل على الأعلاف والتبن، وبالتالي زيادة تكاليف التربية. كما ساهم تصدير كميات كبيرة من الماشية إلى خارج البلاد عبر عدة بواخر في تقليص العرض، ورفع الأسعار بنسبة بلغت نحو 10 بالمئة خلال فترة قصيرة.
وأشار التجار إلى أن الطلب على الأضاحي عادة ما يزداد خلال فترة الأعياد، خاصة من قبل المطاعم والأسر، إلا أن هذا العام يشهد ركوداً واضحاً نتيجة تراجع القدرة الشرائية وغياب السيولة في الأسواق. وقد بدا ذلك جلياً من خلال غياب الحجوزات المسبقة، والتي كانت تقليداً سنوياً قبل أيام من العيد.
وبحسب أحد تجار اللحوم، فإن الأسعار الحالية تُعد أقل من أسعار العام الماضي، والتي بلغت حينها نحو 82 ألف ليرة للكيلو، مشيراً إلى أن هذا الانخفاض يعود إلى تراجع سعر الصرف. إلا أن التكاليف الأخرى، مثل الأعلاف، وأجور النقل، وانقطاع الكهرباء، ما تزال تُبقي الأسعار مرتفعة مقارنة بمدخول المواطن.
وأوضح أن التاجر الذي كان يذبح نحو عشرة رؤوس من الماشية في موسم العيد، بات اليوم يكتفي بذبح رأسين أو ثلاثة فقط، خوفاً من فساد اللحوم أو بقائها دون بيع.
من جهتهم، قال عدد من المواطنين إنهم يعتمدون على لحم الفروج كبديل اقتصادي، نظراً لفارق السعر الكبير، معتبرين أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يمثل عبئاً إضافياً على العائلات، لا سيما في ظل الحاجة إلى كميات كبيرة خلال مناسبات العيد.