في خطوة لافتة نحو تحديث البنية الرقمية السورية، بحث وزير الاتصالات والتقانة عبد السلام هيكل مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى سوريا سبل التعاون في مجالات التقنية والبنية التحتية الرقمية، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويفتح آفاقاً جديدة للاستثمار المستدام.
وخلال الاجتماع الذي عقد في مبنى الوزارة، عرض الوزير المشاريع الرقمية الكبرى التي تنفذها الحكومة السورية، وأبرزها مشروع “سيلك لينك” الهادف إلى تحويل سوريا إلى معبر استراتيجي لحركة البيانات بين آسيا وأوروبا، ومشروع “برق” الذي يسعى لتوفير خدمة إنترنت فائق السرعة للمواطنين والقطاعات الإنتاجية، ما من شأنه دعم التنمية الرقمية وتحسين جودة الحياة.
وأشار هيكل إلى أهمية قطاع الاتصالات في تمكين المواطنين، وتطوير التجارة الإلكترونية، وربط القطاع المالي بشبكات مؤمنة وفق أعلى المعايير الدولية.
من جهته، رحّب السفير الأوروبي بالتوجه السوري نحو الرقمنة، مبدياً استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم الفني واللوجستي، وتبادل الخبرات، معتبراً أن سوريا تمثل بيئة واعدة للاستثمار الرقمي والشراكات التقنية المستقبلية.
ويأتي هذا الحراك في ظل سعي سوريا لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، من خلال توسيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، لمواكبة التحولات العالمية في الاقتصاد الرقمي.
لكن هذا المسار الطموح رافقته تحديات أمنية خطيرة، إذ نشرت وكالة “ستيب نيوز” أواخر حزيران 2025 تقريراً عن “اختراق واسع لمواقع حكومية سورية” وسرقة بيانات السوريين، مشيرة إلى تسريب بيانات حساسة وطرحها للبيع على الدارك ويب.
وتزامن هذا التسريب مع توقف بعض الخدمات الإدارية، مثل تسجيل العقارات والولادات، ما أعطى مؤشراً على هشاشة البنية الرقمية ومخاطر الحرب السيبرانية في المشهد السوري المتغير.
رغم نفي وزارة الاتصالات السورية وجود اختراق فعلي، وادعائها أن ما جرى مجرد “محاولات تم التعامل معها”، إلا أن المتابعين لاحظوا أن التصريحات الرسمية لم تنكر احتمال وجود تسريبات قديمة، ما فتح الباب لتأويلات حول مدى الجاهزية الرقمية، واستعداد الدولة للتعامل مع هجمات سيبرانية معقدة تستهدف مؤسساتها الأساسية.
التحدي اليوم، وفق مراقبين، لا يكمن فقط في تطوير البنية الرقمية، بل في تأمينها، خاصة في ظل بيئة إقليمية مضطربة وتحولات داخلية ما تزال قيد التبلور.
اقرأ أيضاً: لتحسين جودة الانترنت.. الاتصالات تطلق مشروع “برق نت”