تستعد الجمهورية العربية السورية مساء اليوم، الخميس، للكشف الرسمي عن ملامح هوية وطنية جديدة شاملة، تتضمن العلم، النشيد، الشعار والهوية الشخصية الجديدة، بالإضافة إلى العملة الوطنية المحدثة.
ومن المنتظر أن يقام الحفل المركزي عند الساعة الخامسة مساءً، إذ من المتوقع حضور الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، بالتزامن مع احتفالات عامة في مراكز معظم المحافظات السورية.
وسيتخلل الحفل عروض بصرية عالية الاحترافية تجسّد الهوية الجديدة، حيث يُنتظر الإعلان عن استبدال شعار العقاب، المعتمد منذ عقود، برمز آخر.
كما سيحمل الحفل فقرات متنوعة، تكشف تفاصيل مشروع الهوية الجديدة الذي بدأت التحضيرات لإطلاقه قبل عشرة أيام، في حين بدأ العمل الفعلي عليه مطلع العام الجاري.
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت، عبر حساباتها الرسمية، عن مشروع الهوية البصرية الجديدة، ونشرت ثلاث صور متتالية تبرز تطوراً تدريجياً لتصميم نجمة خماسية، ما أثار موجة من التفاعل والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد للتجديد باعتباره خطوة نحو رمزية سورية جديدة، وبين متخوف من الابتعاد عن المرجعيات التاريخية والثقافية الراسخة.
يُذكر أن فريق تطوير الهوية أعلن في 28 كانون الأول/ديسمبر 2024 عن فتح باب التطوع أمام السوريين للمشاركة في إنجاز المشروع، وفق اختصاصات فنية وتقنية محددة، بينما وقع المشاركون في المشروع عقوداً تتضمن بنوداً جزائية صارمة تمنع تسريب أي معلومات قبل موعد الإطلاق الرسمي.
وكان شعار العقاب قد أُقرّ بموجب القانون رقم 37 بتاريخ 21 حزيران/يونيو 1980، ويتكوّن من طائر عقاب ذهبي اللون يحمل ترساً عربياً يتوسطه العلم الرسمي، ويُمسك بشريط كُتب عليه بالخط الكوفي “الجمهورية العربية السورية”، تحيط به سنبلتا قمح ترمزان للخصوبة والزراعة، وعلى الرغم من أن الشكل القانوني يظهر العقاب بلونه الذهبي، إلا أن الرئاسة اعتمدت في السنوات الأخيرة نسخة معدّلة بلون حديدي.
ويُستخدم هذا الشعار حالياً في مختلف مفاصل الحياة الرسمية، من العملة والوثائق وجوازات السفر، إلى بطاقات الهوية وترويسات الوزارات ومباني الدولة.
وبينما يرى البعض أن العقاب يرمز للشجاعة والنقاء ويرفض أكل الجيف، بخلاف النسر، تشير الصور المسرّبة إلى احتمال اعتماد نجمة خماسية بدلاً عنه، في خطوة توحي برغبة في ترسيخ رمزية حديثة تنسجم مع تصور جديد للدولة السورية الجديدة.
الحدث المرتقب مساء اليوم قد يفتح الباب أمام تحولات بصرية ورمزية عميقة، تعبّر عن رؤية مستقبلية تسعى السلطات لترسيخها في الوعي السوري.