نفت دمشق، عبر مصدر رسمي، صحة الأنباء التي تحدثت عن وجود اتفاق سلام وتطبيع وشيك مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه التصريحات “سابقة لأوانها” ولا تستند إلى أي تطورات حقيقية على الأرض.
وأوضح المصدر، في تصريح لقناة “الإخبارية السورية” يوم أمس الأربعاء 2 تموز، أن الحديث عن أي اتفاقيات جديدة مرهون بانسحاب الاحتلال من المناطق التي توغل فيها مؤخراً، والتزامه الكامل باتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974.
ويأتي هذا النفي بعد تقرير للقناة 12 الإسرائيلية كشف أن دوائر القرار في “تل أبيب” تدرس توسيع اتفاقيات “أبراهام” لتشمل سوريا، مشيرة إلى أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن ملفات حساسة مثل مستقبل الجولان ومزارع شبعا المحتلتين، إلى جانب “تحديث” اتفاقية فصل القوات وإنشاء منظومات أمنية جديدة على خطوط التماس.
وفي هذا السياق، جدد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، التأكيد على أن إسرائيل لن تدخل في أي مفاوضات تتعلق بهضبة الجولان المحتلة ضمن إطار اتفاق سلام مع سوريا، مشدداً على أن “الجولان سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية“.
كما أشار إلى أن بلاده معنية بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع كل من سوريا ولبنان، مضيفاً في تصريحات لقناة i24NEWS أن “أي فرصة لتوقيع اتفاق تطبيع مع سوريا دون المساس بالجولان ستكون خطوة إيجابية لمستقبل الإسرائيليين”.
وتزامن هذا الجدل السياسي مع تصعيد ميداني في جنوب سوريا، حيث شهدت محافظتا القنيطرة ودرعا توغلات وعمليات أمنية إسرائيلية وصفت بالأعنف منذ سنوات، وسط غياب تام لأي رد من الحكومة السورية الانتقالية، ما أثار موجة غضب في الأوساط الشعبية.
وفي الأمس أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ عملية خاصة في منطقتي أم اللوقس وعين البصلي جنوبي البلاد، تم خلالها اعتقال خلية قال إنها مدعومة من إيران، وضُبط بحوزتها أسلحة وقنابل يدوية، بحسب المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي.
وفي تطور ذي صلة، أقرّ مجلس الأمن الدولي بالإجماع تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (أوندوف) في الجولان السوري المحتل حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2025، خلال جلسة عقدت في نيويورك، ما يعكس استمرار التوتر القائم على هذه الجبهة.
اقرأ أيضاً: جنوب سوريا: وسط ضوضاء التطبيع .. “إسرائيل” تسعى لفرض واقع جديد