أعلنت الحكومة الألمانية موافقتها على مشروع قانون جديد يهدف إلى تشديد سياسة الهجرة، من خلال تقييد لمّ شمل عائلات الحاصلين على الحماية الفرعية في ألمانيا، بالإضافة إلى إلغاء مسار التجنيس السريع.
وأوضح مجلس الوزراء، في بيان نُشر على موقعه الرسمي، أن القانون المقترح من وزير الداخلية، ألكسندر دوبرينت، ينص على تعليق لمّ شمل الأسرة للمقيمين الحاصلين على الحماية الفرعية، وإعادة إدراج قيود الهجرة ضمن قانون الإقامة. كما ألغى القانون الجديد إمكانية الحصول على الجنسية الألمانية بعد ثلاث سنوات فقط من الإقامة، ليتم تمديد الفترة إلى خمس سنوات كحد أدنى.
وأكد وزير الداخلية أن هذه الإجراءات تهدف إلى “الحد من الهجرة غير الشرعية، وتنظيم أوضاع الهجرة بشكل أكثر انضباطًا، وتحقيق توازن عادل بين حماية القيم الإنسانية ومصالح الدولة”.
ووفقًا لتقارير صادرة عن موقع “دويتشه فيله”، يبلغ عدد الحاصلين على الحماية الفرعية في ألمانيا نحو 400 ألف شخص، يُشكّل السوريون ثلاثة أرباعهم، وهم ممن فرّوا من الحرب. ووفق القانون الجديد، سيُمنع هؤلاء من جلب أفراد عائلاتهم إلى ألمانيا لفترة أولية تمتد لعامين، وهي سياسة سبق تطبيقها بين عامي 2016 و2018.
وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا،بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا حتى نهاية شهر مارس/ آذار الماضي 968 ألفا و899 سوريا، من بينهم 10 آلاف و729 سوريا ملزمين بمغادرة البلاد، وحصل معظمهم ـ 9649 سوريا ـ على تسامح بالإقامة المؤقتة
منظمات حقوقية تندد
في المقابل، أثار القانون موجة من الانتقادات من جانب منظمات حقوق الإنسان فقد اعتبرت منظمة العفو الدولية القرار “تدخلًا خطيرًا في الحق الأساسي بالأسرة”، ودعت أحزاب الائتلاف الحاكم إلى رفض إقرار المشروع في البرلمان، والعمل بدلًا من ذلك على تسهيل إجراءات لمّ الشمل.
من جهتها، أعربت لجنة الإنقاذ الدولية في ألمانيا عن قلقها من التداعيات الإنسانية للقرار، محذّرة من أن تعليق لمّ الشمل سيؤدي إلى تفكيك آلاف العائلات لسنوات، لا سيما النساء والأطفال الذين تُركوا في مناطق صراع أو يضطرون إلى اتباع طرق هجرة محفوفة بالمخاطر.
وأشارت اللجنة إلى أن معظم هؤلاء الأفراد يتمتعون بوضع قانوني معترف به بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، وهم يسعون فقط لجمع شمل أسرهم الأساسية من زوجات وأبناء قُصّر أو آباء
اقرأ أيضاً:عودة طوعية لـ64 عائلة سورية من مخيم مريجيب الفهود الأردني إلى محافظة درعا بسوريا