أعلنت الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في الزارة بمحافظة حماة، عن إعادة المجموعة الثالثة للتوليد إلى الخدمة، بعد إنجاز عمليات صيانة شاملة، ما يُعد خطوة مهمة نحو تحسين إنتاج وتوزيع الكهرباء على مستوى الشبكة العامة في سوريا، ويعكس تطوراً ملموساً في قطاع الطاقة وتأثيراً إيجابياً على مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية.
وأوضح المدير العام للشركة، عبد المحسن جهاد الرجب، في تصريح لصحيفة “الوطن”، أن إعادة المجموعة الثالثة إلى الخدمة جاء بعد توقفها نتيجة أضرار جسيمة لحقت بمضاجع العنفة البخارية والمنوبة، إثر حادثة التعتيم العام التي وقعت خلال عطلة عيد الفطر في 2 نيسان 2025.
وأضاف الرجب أن كوادر الصيانة في المحطة، من أقسام الميكانيك والكهرباء والأجهزة، بذلت جهوداً مكثفة لتنفيذ عملية صيانة نوعية تُعد الأولى من نوعها في محطة الزارة، مؤكداً أن المجموعة عادت إلى العمل وهي في حالة فنية جيدة.
وأشار إلى أن المجموعة الأولى تعمل حالياً بكامل طاقتها، بينما تخضع المجموعة الثانية لصيانة ضرورية خاصة بنظام تزييت العنفة، مبيناً أن صيانة المجموعات ضرورية للحفاظ على كفاءتها وسلامة التجهيزات، سواء بشكل دوري أو نتيجة أعطال طارئة.
ونوّه الرجب إلى أهمية الكوادر الوطنية العاملة في المحطة، التي تتمتع بخبرة تراكمية تمتد لأكثر من 25 عاماً، مشدداً على ضرورة الحفاظ عليها وتعزيز قدراتها.
وعن قدرة المحطة الإنتاجية، أوضح المدير العام أن محطة الزارة تضم ثلاث مجموعات توليد بخارية، تبلغ الاستطاعة الاسمية لكل منها نحو 220 ميغاواط، مما يجعل إجمالي القدرة الإنتاجية للمحطة عند تشغيل جميع المجموعات نحو 600 ميغاواط، وهو ما يشكل دعماً أساسياً للشبكة الكهربائية العامة في البلاد.
وبيّن أن التوليد مرتبط بشكل مباشر بتوافر الفيول، وهو الوقود المستخدم حالياً في المحطة، لافتاً إلى أن الكميات المتوفرة محلياً محدودة، ما يفرض الحاجة إلى استيرادها ونقلها بشكل يومي من مصفاتي بانياس وحمص بواسطة القطار أو الصهاريج.
ويأتي هذا التطور في وقت يسعى فيه قطاع الكهرباء في سوريا إلى استعادة قدرته الإنتاجية والتوزيعية، وسط تحديات متعلقة بالبنية التحتية وظروف التشغيل والتمويل.