لماذا تستهدف “إٍسرائيل” الخبراء الإيرانيين في سوريا؟

الإعلامي: أديب رضوان| تحاول “إسرائيل” عبر ما يسمى بـ”الذباب الإلكتروني” التابع لها خلال الفترة الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبشتى الأساليب، الترويج والتضليل لفكرة أن الوجود الإيراني هو سبب معاناة الشعب السوري وبالتالي استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف هذا الوجود، وخصوصاً المتعلق منه بالمجال العلمي والتقني.

وهنا تحذر أوساط سياسية من أن لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي خطة مبرمجة مسبقاً، حول هذا الملف لجهة تفعيل الحرب النفسية ضد السوريين، عبر بوابة الوجود الإيراني الشرعي أساساً في البلاد، وتحذر تلك الأوساط من روايات الذباب الإلكتروني الإسرائيلي المدسوس بين الكلمات والمنشورات والصفحات التي تبدو ظاهراً أنها بريئة من “دس السم في الدسم”.

وهنا نطرح عدة أسئلة للرأي العام، لماذا تستهدف “إسرائيل” باعتداءاتها الكوادر والمستشارين العلميين الإيرانيين الموجودين في سوريا، لماذا الآن تزداد عمليات الاستهداف لهذه الكوادر، ولماذا في سوريا فقط وليس في العراق مثلاً؟ الأجوبة لا تبدو صعبة المنال، فـ”إسرائيل” تستهدف العقول الإيرانية التي ساعدت وتساعد سوريا لتجاوز الأزمة التي تعانيها جراء الحصار الاقتصادي الذي فرضه عليها الغرب وأيضا بالميدان في سياق الحرب على الإرهاب.

فالجميع يتذكر كيف سارعت إيران لمساعدة سوريا خلال أزمات المحروقات التي عانت منها خلال الأعوام السابقة ومازالت، والتي كادت أن تسبب توقفاً شبه تام لحركة المواصلات، وهنا كان دور هؤلاء المستشارين في تسيير أمور الجسر النفطي إلى سوريا، عبر السفن والنواقل الإيرانية، ومن هنا ندرك لماذا استهدفت إيران في عدوانها الأخير أحد هؤلاء الأبطال في منطقة بانياس.

إن الاستهداف الآثم والمجرم من قبل كيان “مارق” وعنصري لمدينة بانياس واغتياله للمستشار الإيراني “رضا زارعي”، الضابط في البحرية الإيرانية التي تعمل على نقل النفط والغاز الإيراني إلى سوريا، يشير إلى أن الأمريكي وأبناءه الصهاينة يريدون خنق دمشق أكثر فأكثر. هذه الحقائق أكد عليها سفير إيران في دمشق حسين أكبري في مقابلة صحفية حين قال:” إن الإمبراطورية الإعلامية الإسرائيلية تعمل بشكل خبيث على خلق حالة من الرعب لدى الشعب السوري، لاستخدامها في الحرب النفسية”، مشيراً إلى أن العقوبات الظالمة على الدولة السورية واحتلال واشنطن لمنابع النفط السورية هو السبب الرئيسي للوضع المعيشي الحالي للشعب السوري.

إذاً، “إسرائيل” تستهدف العقول التي ساعدت وتساعد سوريا يومياً في تأمين نفطها وتأمين استمرار العمل في مصانعها، وأيضا تستهدف الكوادر المساعدة في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب عبر سنوات طويلة، وبالتالي هدف الحرب النفسية الإسرائيلية الأخيرة هو التأثير في الشعب السوري وتصوير علاقة إيران وسوريا على أنها علاقة مضرة بالمنطقة وبدول الجوار وهذا مناف للحقيقة فهذه العلاقة هي مضرة لمصلحة كيان الاحتلال ورافعة لمحور المقاومة بالمنطقة برمتها.

تحاول “إسرائيل” وداعموها من الغرب المتصهين عبثاً، إيقاع الشعب السوري في شرك الحرب النفسية المضللة، لكن هذا الشعب الذي هزم الإرهاب العابر للحدود، ووقف سداً منيعاً أمام جحافل الاحتلال الغربي، وصمد طوال حرب ضروس، لا يمكن لمثل هذه الدعايات المضللة أن تغير مبادئه أو مواقفه أو تفك عضد التحالفات السياسية والاقتصادية والتاريخية مع دول المنطقة ،وخاصة التحالف الإستراتيجي التاريخي القائم بين سوريا وإيران.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

إسرائيلإيرانالاعتداءات الإسرائيليةسوريا
Comments (0)
Add Comment