قوة للحلفاء وأنقرة الحلقة الأضعف.. لماذا يجب أن تبقى “القوات الأمريكية” في سوريا؟

داما بوست – ترجمة: لين أبوزينه| بلغت التوترات الإقليمية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط ذروتها ومع ظهور الأزمة الأمريكية- “الإسرائيلية” على خلفية حرب قطاع غزة، لن يكون من المفاجئ أن تعيد إدارة جو بايدن النظر في أولوياتها العسكرية في المنطقة.

وتواجه الولايات المتحدة عقبات كبيرة في سوريا، وسط احتمال توسع المهمة وتنامي ديناميكيات الحرب المعقدة للصراع، ومن الضروري وجود سياسة واضحة وقابلة للتحقيق، سياسة تحددها أهداف ملموسة وفهم للحقائق التاريخية والثقافية والسياسية في المنطقة.

ويجب أن يتم التخطيط لاستراتيجية الولايات المتحدة العسكرية بدقة باعتبارها جهداً ائتلافياً، مع أهداف محددة وجدول زمني لتجنب الالتزام المفتوح، هذا ما قاله العقيد الأمريكي “جون فينزل” في مقال كتبه لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، بعنوان: (لماذا يجب أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا؟)

ووفق مزاعم “جون فينزل”، إذا سحبت الولايات المتحدة جميع قواتها من سوريا، فسنشهد نشوء فراغ في السلطة ستستغله سوريا وحلفائها على الفور، وسيسمح لهم بتعزيز وجودهم ونفوذهم في المنطقة.

“الأكراد” على المحك

 

جون فينزل هو ضابط متقاعد في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي خدم في جميع أنحاء العالم في أدوار رئيسية، بما في ذلك المساعد العسكري لوزير الدفاع، والمساعد الخاص لنائب رئيس الولايات المتحدة، وزميل البيت الأبيض خلال إدارتي كلينتون وبوش.

ادعى الضابط، أن حلفاء سوريا، وإيران بشكل خاص ستكون من أهم المستفيدين، حيث تسعى إلى الحفاظ على ممر نفوذ يمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط.

ووفقاً لـ “فينزل”، من المحتمل أيضاً أن تتصرف تركيا بحرية أكبر في شمال سوريا، وسيكون لذلك عواقب وخيمة على القوات الكردية في المنطقة التي كانت حليفة للولايات المتحدة.

وقال فينزل: “يمكن أن يُنظر إلى انسحابنا على أنه خيانة لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهذا لا يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي فحسب، بل قد يؤدي أيضاً، في أعقاب خروجنا المفاجئ من أفغانستان، إلى المزيد من تآكل مصداقية الولايات المتحدة في الخارج.”

وأضاف الضابط المتقاعد: “من المرجح أن يؤدي غيابنا إلى تفاقم الصعوبات في تقديم المساعدات وحماية المدنيين في المناطق التي مزقتها الصراعات في سوريا، مما يزيد من تفاقم الظروف الإنسانية الخطيرة بالفعل، حيث أدى الصراع الواسع النطاق والصعوبات الاقتصادية وتأثير الكوارث الطبيعية الأخيرة إلى ترك الكثيرين في حاجة ماسة.”

وأكد أن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا ينبغي أن تسعى جاهدة إلى تحقيق التوازن والاستقرار النسبي.

وختم مقاله بالتشديد على التواجد في سوريا للحفاظ على دور الولايات المتحدة في منطقة يبدو أن السلام والاستقرار فيها دائماً على المحك.

أنقرة “الحلقة الأضعف”

 

وظهرت تقارير حول إمكانية انسحاب الولايات المتحدة من سوريا بشكل كامل. وعلى الرغم من رفض المسؤولين لهذه التقارير والتصويت الأخير في مجلس الشيوخ الأمريكي الذي أظهر إحجام المشرعين عن مغادرة سوريا، فقد تمت مراقبة الأخبار حول خروج أمريكي محتمل عن كثب من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية. وتركيا من بينها. وفي حين قد تفضل أنقرة انسحاباً أميركياً مستقبلياً من سوريا، فإنها ترغب في التنسيق الأميركي، لأن الانسحاب غير المنسق من قبل الولايات المتحدة يمكن أن يشكل مخاطر كبيرة على تركيا، ويجعل من أنقرة الحلقة الأضعف.

وبغض النظر عن تصرفات تركيا في شمال شرق سوريا، فإنها ستواجه ضغوطًا كبيرة في الشمال الغربي. ومن ثم سيتحول الوضع السوري من حرب ثلاثية المحاور إلى حرب ذي محورين. في هذا السيناريو الجديد، ربما تهدف طهران وموسكو ودمشق و”قسد” إلى طرد تركيا من سوريا وفرض حل عسكري من خلال طرد فصائل المعارضة السورية المسلحة من أراضيها. وعندها ستحتاج تركيا وفصائل المعارضة إلى مواجهة تحالف جديد بين هذه الجهات الأربع، وهو ما قد يقلب ميزان القوى ضدهم.

وفي سياق موازي، روجت وسائل إعلام تركية، في الأيام القليلة الماضية لإمكانية عقد لقاء بين الرئيسين السوري والتركي، في المستقبل القريب بموسكو، وذلك بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن يتم تحديد الموعد النهائي بناء على نتائج زيارة الرئيس الروسي المقررة لتركيا.

وكان الرئيس الأسد أكّد في وقت سابق، أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية، أمر حتمي ولا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة.

 

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

الانسحاب الأمريكيتركياحرب قطاع غزةقوات سوريا الديمقراطية
Comments (0)
Add Comment